الديرة - الرمادي
يواصل حزب تقدم تعزيز مكانته كأحد أبرز القوى السياسية في العراق، من خلال نشاطه المتصاعد في مختلف المحافظات، ولاسيما في معقله الأساسي محافظة الأنبار، اذ يحظى الحزب بتأييد شعبي واسع يمتد ليشمل شيوخ العشائر والوجهاء والمثقفين والأكاديميين، في وقت يستعد فيه لخوض الانتخابات النيابية المقبلة بقوة وبوجوه جديدة تعكس رغبة واضحة في التغيير وتطوير الأداء السياسي.
ويرى مراقبون أن الحزب، بقيادة الرئيس محمد الحلبوسي، يدخل السباق الانتخابي المقبل من موقع متقدم، مستنداً إلى رصيد من الإنجازات على مستوى العمل النيابي والبرلماني، فضلاً عن شبكة واسعة من العلاقات مع مختلف المكونات الاجتماعية التي منحته ثقة متجددة. ويؤكد المراقبون أن الحزب مرشّح لحصد أعلى المقاعد في محافظة الأنبار، إضافة إلى تحقيق نتائج مؤثرة في بغداد وعدد من المحافظات الأخرى، مستفيداً من الزخم الشعبي والدعم العشائري.
كما يستند حزب تقدم أيضاً إلى ما قدّمه من منجزات ملموسة على مستوى تعزيز الأمن والاستقرار، وإطلاق مشاريع الإعمار وتطوير الخدمات في محافظة الأنبار، محاولاً نقل هذه التجربة الناجحة إلى محافظات أخرى، بما يعزز من حضوره السياسي ويمنحه ثقةً إضافية لدى المواطنين.
وفي إطار تعزيز هذا الحضور، أجرى رئيس حزب تقدم الرئيس محمد الحلبوسي، امس سلسلة لقاءات مع شيوخ ووجهاء من مختلف المناطق. فقد استقبل وفداً من شيوخ ووجهاء عشيرة الراويين في الأنبار، وجرى خلال اللقاء مناقشة آليات المشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية المقبلة، حيث شدد الحضور على دعمهم الكامل لمرشحي الحزب.
كما التقى رئيس حزب تقدم الرئيس محمد الحلبوسي عدداً من شيوخ ووجهاء الرضوانية، حيث ناقش معهم عدداً من القضايا الخدمية والاجتماعية المرتبطة بمناطقهم، مؤكدين مساندتهم لقيادة الحزب وخياراته السياسية في المرحلة المقبلة.
أما في محافظة بابل، فقد استقبل رئيس حزب تقدم الرئيس محمد الحلبوسي وفداً من شيوخ ووجهاء شمال المحافظة، وتم التداول في أهمية تعزيز الأمن والاستقرار، وضمان عودة النازحين، وإعادة إعمار المناطق المتضررة، وتحقيق الوئام الاجتماعي الذي اعتادت عليه المحافظة لعشرات السنين. وقد أعلن الحاضرون دعمهم الكامل للحزب ومرشحيه، مشددين على أن “تقدم” يمثّل خياراً واقعياً لتحقيق تطلعات المواطنين.
ويؤكد متابعون أن هذه اللقاءات المتكررة تعكس منهجية واضحة يتبناها الحزب في الانفتاح على جميع المكوّنات، والاستماع إلى مطالبها عن قرب، وهو ما يعزز الثقة المتبادلة بين القيادة والجمهور. كما أن دخول الحزب بوجوه جديدة يُقرأ كرسالة جادة في السعي إلى التغيير وتحديث الخطاب السياسي، بما يتلاءم مع متطلبات المرحلة المقبلة.
ولم تشهد الساحة السُّنية بعد عام 2003 بروز حزب قوي يمتلك قيادة فاعلة مثلما هو الحال مع رئيس حزب تقدم الرئيس محمد الحلبوسي، ولم تشهد التفافاً جماهيرياً واسعاً حول كيان سياسي كما يحدث اليوم مع حزب تقدم.
ويعكس هذا المشهد حجم النجاح الذي حققه الحزب في توحيد الموقف السني وتقديم خطاب سياسي متماسك، فضلاً عن ترجمته لآمال جمهوره عبر العمل على تعزيز الاستقرار وبناء المؤسسات وتطوير الخدمات، ليصبح رقماً صعباً في المعادلة الوطنية وخياراً أساسياً في صناعة مستقبل العراق.
ومع تزايد التأييد الشعبي والدعم العشائري والرسمي، يتوقع مراقبون أن يكون حزب تقدم أحد أبرز المنافسين في الانتخابات المقبلة، وأن يحقق حضوراً وازناً على مستوى البرلمان، مما يجعله رقماً صعباً في معادلة تشكيل الحكومة وصناعة القرار السياسي.