الديرة - الرمادي
تشكل الدهون الحشوية (المعروفة بالكرش)، وهي دهون البطن العميقة المحيطة بالأعضاء الحيوية مثل الكبد والبنكرياس والأمعاء، خطرًا صحيًا كبيرًا؛ إذ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بأمراض القلب والسكري والسكتة الدماغية والكبد الدهني.
ويؤكد طبيب القلب التداخلي الدكتور براديب جامناداس أن الإفراط في تناول السكر يرفع مستويات هرمون الإنسولين، مما يعزز تخزين الدهون الحشوية الضارة.
الإفراط في السكر يفاقم المشكلة
بحسب تصريحات الدكتور جامناداس في حوار على مدونة Diary Of A CEO على “إنستغرام”، فإن التناول المتكرر للأطعمة الغنية بالغلوكوز يحفّز البنكرياس على إنتاج المزيد من الإنسولين. وعندما تظل مستويات الإنسولين مرتفعة لفترات طويلة، يصبح الجسم أقل استجابة له، ما يُعرف بـ مقاومة الإنسولين.
هذه الحالة تجعل الجسم يضطر لإفراز كميات أكبر من الإنسولين للسيطرة على سكر الدم، في حين يقوم الكبد بتحويل الفائض من الغلوكوز إلى دهون تتراكم حول الأعضاء الحيوية، مسببة الدهون الحشوية التي تُعد أخطر من الدهون تحت الجلد بسبب تأثيرها الالتهابي وارتباطها المباشر بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الصيام المتقطع: أداة علمية لاستهداف الدهون الحشوية
أشار الدكتور جامناداس إلى أن الصيام يُعد من أكثر الأساليب فاعلية في التخلص من الدهون الحشوية، إذ يؤدي إلى انخفاض مستويات الإنسولين، ما يسمح للجسم باللجوء إلى مخازن الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الاعتماد على الغلوكوز القادم من الطعام.
وخلال أول 12 ساعة من الصيام، يستخدم الجسم الغلوكوز المخزن في العضلات والكبد على شكل غليكوجين. وبعد هذه الفترة يبدأ الجسم في استهلاك الدهون، وتكون الدهون الحشوية من أوائل المصادر التي يتم حرقها، مما يجعله أسلوبًا فعّالًا في استهداف هذه الدهون الضارة.
وأظهرت دراسة نُشرت في المعاهد الوطنية الأميركية للصحة أن الجمع بين الصيام المتقطع وتنظيم استهلاك البروتين أدى إلى انخفاض بنسبة 33% في كتلة الدهون الحشوية، مقارنة بانخفاض بنسبة 14% فقط لدى من اتبعوا تقييد السعرات الحرارية التقليدي، رغم تقارب مستويات النشاط البدني واستهلاك الطاقة.
تحسين صحة القلب والأيض
يؤكد الدكتور جامناداس أن حرق الدهون الحشوية يُسهم في تقليل محيط الخصر وتحسين حساسية الإنسولين وخفض الالتهابات في الجسم، وهو ما يقلل مخاطر أمراض القلب والسكري ودهون الكبد، ويعزز الصحة الأيضية العامة.
ويضيف أن الصيام لا يبطئ عملية الأيض كما يحدث مع تقييد السعرات الحرارية العشوائي، بل يدفع الجسم إلى سحب الطاقة من مخازن الدهون مع الحفاظ على الكتلة العضلية نسبيًا.