الديرة - الرمادي
لم تكن قصتها عادية، فهي واحدة من مئات العائلات التي دفعت ثمنا باهظا خلال اجتياح تنظيم داعش الإرهابي لمدن الأنبار، لكنها تميّزت بصبرها وإصرارها على إيصال صوتها حتى وصل إلى الرئيس محمد الحلبوسي، الذي أعاد الأمل إلى قلبها.
حين اجتاح تنظيم داعش مدينتها، كان أول فصول المأساة أمام عينيها إذ أعدم الإرهابيون ابنها الضابط إحسان أمامها، ثم اختطفوا أبناءها الآخرين، جميعهم من الضباط، لتفقد في لحظة واحدة خمسة من فلذات كبدها، فيما توفي زوجها بعد أيام من تعرضه للضرب على أيديهم.
لم يتوقف الوجع عند هذا الحد، فبعد أن نجح ابنها البكر في تهريب النساء والأطفال إلى بغداد، ألقي القبض عليه بعد عام بتهمة كيدية، لتبدأ رحلة جديدة من الانتظار والمعاناة.
سنوات من الألم لم تنل من عزيمتها، وظلت تطرق الأبواب طلبا للعدالة حتى وصلت مناشدتها إلى الرئيس محمد الحلبوسي.
وكعادته في الاستجابة السريعة لقضايا المظلومين، تابع الرئيس بنفسه تفاصيل قضيتها، ليفرج لاحقا عن ابنها بموجب قانون العفو العام لعام 2025، وتطوى بذلك صفحة من الحزن الطويل.
وفي لحظة مؤثرة، عادت المرأة إلى مقابلة الرئيس الحلبوسي مرة أخرى، شاكرة له مواقفه الإنسانية، ومؤكدة أن "أبو ريكان هو القائد الحقيقي الذي إذا وعد أوفى، وإذا قال نفذ".