آخر الأخبار


خيول فاخرة وقصور مترفة.. كيف أنفقت عائلة بارزاني أموال كردستان في أميركا؟

  • A+
  • A-

 الديرة -  متابعة

كشف تحقيق موسع قام به الصحفي المغترب رياض المحمد بالتعاون مع منظمة "مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد" (OCCRP) عن قناة مالية سرية استخدمتها العائلة الحاكمة في إقليم كردستان العراق لتمويل حياة البذخ والفخامة في الولايات المتحدة.


وتمكن التحقيق، الذي نُشر ضمن تقرير مفصل بموقع المنظمة الدولية، من الحصول على مجموعة كبيرة من الوثائق المسربة ورسائل البريد الإلكتروني التي تُظهر كيف قام الإخوة بارزاني، الذين يتولون أعلى المناصب في حكومة الإقليم، بتحويل ملايين الدولارات من خلال شركات محلية لإجراء عمليات شراء فاخرة شملت الخيول العربية الأصيلة والعقارات الفاخرة والسيارات الرياضية.


وجاء في قلب هذه الشبكة شركة "Golden Eagle Global" الكردية، التي تشير الوثائق إلى سيطرة مصطفى بارزاني، شقيق رئيس الوزراء، عليها بشكل فعلي. 


وبينما لا توجد روابط معلنة بين العائلة والشركة، فإن التسريبات تكشف أن الشركة مولت ما لا يقل عن 29 مليون دولار من الإنفاق الشخصي للإخوة الخمسة.


وتظهر الوثائق التي راجعها مراسلو المنظمة الدولية بالتعاون مع "مشروع مساءلة الحكومة" أن العمليات المالية كانت تتم عبر شركات وهمية بهدف إخفاء هوية المستفيدين الحقيقيين.


وكتب المحامي جوناثون مور في إحدى الرسائل الإلكترونية: "لقد كنا نطبق سياسة سرية صارمة باستخدام الشركات، أو الشركات ذات المسؤولية المحدودة، أو الصناديق الاستئمانية التي ليس لها أي صلة أو ارتباط يمكن التحقق منه بالعائلة".


ولم تكن عمليات الشراء مقتصدة على الخيول، حيث استحوذت شركات قابضة يملكها الإخوة بين عامي 2005 و2019 على 31 عقاراً في جميع أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك قصور وعقارات تجارية، بقيمة تزيد عن 100 مليون دولار. وتُظهر كشوفات بطاقات الائتمان أن الإخوة قاموا بعمليات شراء راقية في متاجر مصممين في الولايات المتحدة وباريس وزيورخ ودبي، حيث اشتروا سيارة فيراري سبايدر وأنفقوا 50.000 دولار في متجر ساعات.


وقد تمكن المحققون التأكد من صحة الكثير من هذه المعلومات من خلال مجموعات أخرى من الوثائق المسربة والسجلات المتاحة للجمهور من سجلات العقارات والشركات في الولايات المتحدة، وجزر فيرجن البريطانية، وأماكن أخرى.


وكشف التحقيق عن آلية عمل الشركات الكردية كوسيط للحصول على التصاريح الحكومية للمشاريع الكبرى في الإقليم، حيث تنص مسودات العقود، التي أرسلها موظف في GEG إلى مور للمراجعة القانونية، على أن دور الشركة كان الحصول على التصاريح الرسمية للمشاريع الكبرى التي تديرها جهات أجنبية.


ورد مور بعد قراءتها: "يبدو، بلغة واشنطن، أن دور GEG هو الضغط على حكومة إقليم كردستان، باستخدام ‘اتصالاتها وعلاقاتها’ الراسخة". 


وبالنظر إلى مكانة عائلة بارزاني في قمة السياسة الكردستانية، تثير هذه النتائج تساؤلات حول تضارب المصالح المحتمل.


وقالت جودي فيتوري، الأستاذة والرئيسة المشاركة للسياسة والأمن العالميين في جامعة جورجتاون، إن المعاملات المالية التي تلقاها آل بارزاني من كردستان "تبدو وكأنها توحي بالخلط بين أدوارهم كمسؤولين عموميين وثرواتهم الخاصة، وبالتالي وجود تضارب في المصالح".


وعندما اتصل بهم المراسلون للتعليق، قال محامو مسرور بارزاني، رئيس وزراء كردستان العراق، إنه "يرفض بشدة" أي مخالفة. وكتب المحامون: "لا يوجد شيء غير قانوني في امتلاك العقارات في ولايات قضائية أخرى"، مضيفين أنه "ليس من غير المألوف أو غير المعقول أن يقوم الأفراد الأثرياء والبارزون بحماية خصوصيتهم وأمنهم".