الديرة - الرمادي
قدّم السياسي والأكاديمي العراقي ليث كبة قراءة تحليلية في خلفيات ومرامي تكليف المبعوث الأميركي الجديد إلى العراق مارك سافايا، معتبرًا أن الخطوة الأميركية تحمل ثلاث رسائل سياسية وخمسة ملفات استراتيجية تعيد بغداد إلى قلب التنافس الدولي، وتؤشر إلى تحوّل في آليات التعامل الأميركي مع العراق من الإدارة البعيدة إلى التفاوض المباشر على المصالح.
وقال كبة في تحليل نشره على حسابه في منصة "إكس" تابعه تلفزيون "الديرة" إن "تعيين واشنطن لمبعوث خاص ليس إجراءً دبلوماسيًا اعتياديًا، بل يعكس إدراكها لأهمية العراق في موازين الطاقة والأمن الإقليمي، مشيرًا إلى أن اختيار رجل الأعمال الأميركي من أصل عراقي مارك سافايا جاء نتيجة امتلاكه شبكة علاقات اقتصادية وسياسية نافذة في الولايات المتحدة، ودعمه السابق لحملة الرئيس دونالد ترامب".
وبيّن كبة ان "القرار الأميركي يحمل ثلاث رسائل رئيسية:
الأولى أن العراق عاد إلى مركز الاهتمام الدولي، والثانية أن واشنطن لم تعد قادرة على إدارة الملف العراقي من بعيد، والثالثة أن الإدارة الأميركية الجديدة تتجه نحو صيغة “مقايضة المصالح” بدل الشعارات الدبلوماسية التقليدية".
وأضاف، أن "مهمة سافايا ستركز على خمسة ملفات أساسية:
تحديد مستقبل الوجود العسكري الأميركي وضبط السلاح خارج الدولة وإعادة هيكلة الاقتصاد العراقي نحو الشراكات والخصخصة وضمان أمن الطاقة والممرات التجارية وأخيرًا متابعة المشهد الانتخابي العراقي لمنع بروز قوى معادية كليًا لواشنطن".
وأشار كبة إلى أن "المشكلة لا تكمن في المبعوث الأميركي بقدر ما تتمثل في غياب رؤية عراقية موحدة قادرة على إدارة التفاوض من موقع القوة، داعيًا إلى بناء مشروع وطني سيادي يعتمد الاقتصاد المنتج والمؤسسات القوية والشراكات المتوازنة بدل ردود الأفعال والخطب الانفعالية".
وختم تحليله بالقول إن "العراق لا يحتاج إلى مواجهة واشنطن بالشعارات، ولا إلى الارتماء تحت إرادتها، بل إلى التفاوض على أساس المصلحة والسيادة، مشددًا على أن المبعوث الأميركي ليس وصيًا على العراق بل شريك مؤقت في معادلة تُحدّدها قوة الدولة العراقية لا هشاشتها".