الديرة - الرمادي
أشار الخبير الاقتصادي عماد عبد اللطيف سالم إلى مفارقة لافتة خلال مشاركته في غداء عملٍ ببغداد حول تنويع الاقتصاد العراقي، إذ وصف كيف كان كل ما في المطعم من العاملين والمكونات والمواد مستورداً من خارج العراق، بينما كان هو العراقي الوحيد على المائدة، في مشهدٍ يجسد اعتماد البلاد الكامل على الخارج.
وكتب سالم منشوراً عبر حسابه في الفيس بوك، تابعته "الديرة"، قال فيه: "قبل قليل..كنتُ مدعوّاً مع خبراء اقتصاديّين من لبنان والمغرب والاردن ومصر وماليزيا وسنغافورة على غداء عملٍ في مطعمٍ في بغداد، لاستكمال "المداولات" حول موضوع رئيس هو تنويع الاقتصاد العراقي".
وأضاف سالم: "العامِلون والعاملات في المطعم جميعهم كانوا من العاملين الأجانب.. من المدير اللبناني، إلى عامل النظافة البنغلاديشي.نباتات الزينة.. كانت من دول شرق آسيا، ومن دول أمريكا اللاتينية. الديكورات والأسقف الثانوية والأبواب.. كانت تركيّة. المناضد والمفروشات والستائر والأطباق ومستلزمات الانارة.. كانت صينية. عندما تمَ تقديم وجبة الغداء..الرز.. كان فيتناميّاً مرفقات الرز من الزعفران و"الزرادشت" واللوز والفستق والجوز.. كانت إيرانية.اللبن.. كان سعوديّاً".
وتابع سالم: "الفواكه.. كانت لبنانيّة اللحوم.. كانت متعددة الجنسيات (أسترالية، برازيلية، هندية).حتّى السَمَك تمّ اصطياده من قبل الصيادين العراقيّينَ "المُغامِرين" في "المياه الاقليميّة" الكويتية!! أخيراً.. الشاي.. كان سريلانكيّاً.البُنّ.. كان "صناعة تعليب" أردنيّة. قناني الماء.. كانت إماراتيّة".
وقال سالم: " أنا.. كنتُ "العراقيّ" الوحيد على المائدة.في البداية شعرتُ بالغربة.. وعندما بدأ الحديث بين "الخبراء" عن "تنويع الاقتصاد العراقي"، أجهشتُ ببكاءٍ ثقيل، ثُمَ بدأتُ بالعويل من شدّة الوحشة.انتهى غداء العمل "الباذخ" بفشل "مهني" ذريع، وبقرار (باتّ وغير قابل للنقض والاستئناف) باستبعادي عن المشاركة في المداولات القادمة، نتيجةً لـ "سوء السيرة والسلوك" الذي بدَرَ منّي".