آخر الأخبار


ريال مدريد يطارد ثأره من برشلونة في أول كلاسيكو بعهد ألونسو

  • A+
  • A-

 الديرة -متابعة

يتجدّد الصدام الكروي الأكبر في إسبانيا مساء اليوم، حين يلتقي ريال مدريد وبرشلونة في "الكلاسيكو" الأول للموسم، وسط معطيات متباينة وظروف تجعل المواجهة مفتوحة على كل الاحتمالات، في أول اختبار رسمي للمدرب الجديد لريال مدريد تشابي ألونسو أمام الغريم التقليدي.


يدخل ريال مدريد اللقاء بثقل الضغوط ورغبة واضحة في كسر سلسلة تفوق برشلونة التي امتدت طوال الموسم الماضي، حين فرض الفريق الكتالوني هيمنته في كل المسابقات، فاز في مباريات الدوري والسوبر الإسباني على التوالي، بل وبنتائج كبيرة وصلت إلى خمسة أهداف مقابل اثنين في نهائي السوبر، وأربعة مقابل ثلاثة في "الليغا". ذلك الموسم كان بمثابة نقطة سوداء في ذاكرة جماهير الملكي، التي تنتظر رداً عملياً على أرض الملعب، أكثر من أي تصريح أو وعود.


ألونسو، الذي يخوض أول كلاسيكو له على رأس الجهاز الفني للريال، يدرك أن هذا الامتحان يحمل طابعاً مضاعفاً، ليس فقط من حيث القيمة الرمزية للمواجهة، بل لأن نتيجته قد تحدد مبكراً ملامح ثقته داخل غرفة الملابس. الرجل القادم من تجربة ناجحة مع باير ليفركوزن الألماني يراهن على أسلوب منضبط يعتمد البناء الهادئ والتمركز العالي، لكنه يواجه خصماً يعرف تماماً كيف يهاجم المساحات حين يُفتح الملعب.


في المقابل، يدخل برشلونة اللقاء بثقةٍ نابعة من التفوق النفسي على خصمه، رغم الغيابات المؤثرة التي تضرب تشكيلته. فغياب رافينيا وروبرت ليفاندوفسكي وجافي وداني أولمو يترك فراغاً هجومياً واضحاً، لكن الفريق أثبت سابقاً قدرته على تعويض النقص بعناصر شابة وفعالة، في مقدمتها لامين يامال الذي تحوّل إلى أحد مفاتيح اللعب الجديدة لدى هانزي فليك.


أما ريال مدريد، فيبدو أنه يستعيد شيئاً من توازنه البدني بعد سلسلة إصابات ضربت صفوفه خلال الأسابيع الماضية، لكن غياب أنتونيو روديغر عن الخط الخلفي يظل مصدر قلق، خاصة مع سرعة لاعبي برشلونة في العمق. ألونسو سيعتمد على خبرة بيلينغهام ومهارة مبابي وفينيسيوس لإحداث الفارق في الثلث الأخير، بينما يُنتظر من أرادا غولر وتشواميني ضبط الإيقاع في منطقة المناورة.


التاريخ بين العملاقين يروي فصولاً لا تنتهي من الصراع، إذ التقى الفريقان في أكثر من 260 مواجهة رسمية، يتفوق فيها ريال مدريد بفارق انتصار واحد فقط عن برشلونة، ما يجعل كل كلاسيكو جديد فرصة لتعديل الكفة وإعادة كتابة الأرقام. وبينما تذكّر جماهير "البلوغرانا" انتصاراتها الأخيرة بفخر، فإن مدرجات "سانتياغو برنابيو" تترقب لحظة استعادة الهيبة.


صدام الليلة لا يُقاس فقط بالنقاط الثلاث، بل بما يمثله من رمزية في مسار الموسم. برشلونة يبحث عن تأكيد هيمنته رغم الإصابات، وريال مدريد يبحث عن انتصار يعيد إليه التوازن ويمنح مدربه الجديد الشرعية. كلا الفريقين يعرف أن الكلاسيكو ليس مجرد مباراة بل ميزان قوى تتغير ملامحه بعد كل صافرة.