الديرة - الرمادي
في مشهد غير مألوف في كرة القدم العراقية، تهاوت الأندية الجماهيرية البغدادية عن المربع الذهبي في ختام الجولة الخامسة من دوري نجوم العراق، لتصعد أسماء جديدة قلبت التوقعات رأسا على عقب.
فبينما يتقاسم ديالى وأربيل القمة بـ13 نقطة لكلٍ منهما دون أي خسارة، يبرز الكرمة كأكثر المفاجآت إبهاراً بعدما جمع 10 نقاط من 5 مباريات بواقع ثلاث انتصارات وتعادل وخسارة واحدة، متفوقًا على أندية مثل الشرطة (9 نقاط) والقوة الجوية (10 نقاط) والزوراء (5 نقاط)، التي لطالما شكلت مثلث النفوذ في بغداد.
وتشير الأرقام إلى أن الكرمة سجل 7 أهداف وتلقت شباكه 5 فقط، بمعدل تهديفي بلغ 1.4 هدف في المباراة الواحدة، وهو معدل يعكس توازناً فنياً نادراً لفريق حديث العهد بمنافسة الكبار، فيما حقق ديالى أفضل خط دفاع حتى الآن باستقبال هدفين فقط، مقابل أداء هجومي متزن وضعه في صدارة الترتيب.
هذه المعطيات تفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول مستقبل المنافسة: هل نشهد تحولاً بنيوياً في كرة القدم العراقية يعيد توزيع القوة من العاصمة إلى الأطراف؟ فالأندية الجماهيرية التي كانت تحسم المواسم منذ عقود تجد نفسها اليوم في موقف دفاعي، إذ فشل الزوراء في تحقيق سوى فوزٍ وحيد خلال خمس جولات، وتراجع الشرطة عن مستواه رغم امتلاكه أحد أغلى تشكيلات الدوري من حيث القيمة السوقية.
في المقابل، تستفيد أندية المحافظات من الاستقرار الإداري والدافعية الجماهيرية المحلية، إضافة إلى اعتمادها على لاعبين شباب يقدمون أداءً أكثر طموحًا وأقل تقييدًا بالضغوط.
ومع اقتراب الجولة السادسة، تتجه الأنظار نحو الكرمة كأبرز اختبار لنظرية التوازن الجديدة، فاستمرار نتائجه الإيجابية يعني رسمياً ولادة قوى جديدة في كرة القدم العراقية، وانتهاء مرحلة الهيمنة التقليدية التي احتكرها ثلاثي بغداد لعقود، لصالح مشهد تنافسي أكثر انفتاحا وعدالة.