الديرة - متابعة
أطلق مبعوث الرئيس الأميركي إلى تركيا وسوريا توم باراك سلسلة تصريحات لافتة، تناول فيها الوضع السياسي في العراق، وتأثير النفوذ الإيراني، وتعقيدات المشهد البرلماني، محذّراً في الوقت ذاته من مخاطر قد تصل إلى التقسيم الفيدرالي على غرار ما حدث في يوغوسلافيا.
وقال باراك في تصريح متلفز: إن إيران تقدّمت وملأت الفراغ في العراق، معتبراً أن الولايات المتحدة صنعت هيكلًا جنونياً خلال السنوات الماضية، أتاح للفصائل المسلحة أن تمتلك نفوذًا يفوق نفوذ البرلمان نفسه، مما أدى وفق تعبيره إلى اختلال ميزان السلطة داخل الدولة العراقية.
وأضاف باراك أن العراق يمثل مثالاً صارخًا للأخطاء التي يجب على واشنطن تجنب تكرارها في سياستها الخارجية، مشيراً إلى أن تدخلات المرحلة السابقة ساهمت في تعقيد المشهد بدلاً من استقراره.
وفي تقييمه لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، قال باراك إن الأخير "رجل كفؤ"، لكنه بحسب وصفه لا يمتلك سلطة فعلية، لأنه "غير قادر على تشكيل ائتلاف قوي داخل البرلمان" نتيجة نفوذ الحشد الشعبي وكتله السياسية التي تعرقل قدرته على اتخاذ قرارات حاسمة.
وحذر المبعوث الأميركي من أن استمرار هذا الوضع في العراق وسوريا قد يؤدي إلى تحولات خطيرة، أبرزها إمكانية انزلاق البلدين نحو التقسيم أو إقامة جمهوريات فيدرالية تمنح الأكراد حكماً ذاتياً موسعاً، على غرار سيناريو تفكك يوغوسلافيا.
وأكد باراك أن واشنطن بحاجة إلى مراجعة شاملة في الطريقة التي تتعامل بها مع ملفات المنطقة، لتجنب سيناريوهات قد تهدد وحدة واستقرار الدول المعنية.