آخر الأخبار


أنقرة قد تحول ضغوطها نحو أطراف أخرى رسالة أوجلان: "قسد" تناور بعد استجابة "العمال" وترقب عراقي لتصعيد تركي

  • A+
  • A-

 الديرة - دمشق

استجاب حزب العمال الكردستاني، لدعوة زعيمه عبد الله اوجلان، بشأن وقف إطلاق النار وترك سلاحه، فيما تتباين الآراء بشأن مدى تأثير هذه الخطوة على المشهد السياسي المُعقّد في شمال شرق سوريا، حيث تتداخل مصالح دمشق مع قوات "قسد" الديمقراطية، إلى جانب النفوذ التركي والأمريكي المتنافس في المنطقة.  


تفاعلات محتملة على الأرض السورية

يرى بعض الخبراء السوريين في الشأنين التركي والكردي خلال مقابلات أجراها معهم تلفزيون "الديرة" أن دعوة أوجلان قد تُحدث تحوّلات في تحالفات القوى الكردية، خاصةً مع إصرار قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، مظلوم عبدي، على أن رسالة أوجلان "مخصّصة لحزب العمال الكردستاني وليست مرتبطة بسوريا"، ما يؤكد استمرار عمل "قسد" في "مكافحة الإرهاب". إلا أن آخرين يشيرون إلى أن الضغوط التركية المتزايدة على "قسد" لنزع السلاح، والتي هدّدت سابقاً بعمل عسكري، قد تتعزّز بفعل هذه الدعوة، خاصةً مع تأكيد أنقرة أن الهدنة مع الحزب الكردستاني لا تعني تنازلات عن مطالبها في سوريا.  


التداخل بين المصالح الإقليمية والدولية

تظهر التعقيدات في المنطقة عبر صراع النفوذ المتعدّد الأطراف في سوريا؛ فدمشق تسعى لتعزيز سيطرتها على المناطق الخاضعة لـ"قسد" المدعومة أمريكياً، بينما تحاول أنقرة تطويق النفوذ الكردي عبر عمليات عسكرية متكررة، مدعومةً بتحالفها مع "الحزب الوطني" التركي. من جهة أخرى، تُصرّ واشنطن على دعم "قسد" كشريك أساسي في محاربة تنظيم داعش، ما يزيد من حدة التنافس مع تركيا.  


تحديات "قسد" ومسارات الحل

في ظلّ هذا المشهد، يُطرح سؤال حول مدى قدرة "قسد" على الحفاظ على توازنها بين الضغوط التركية والدعم الأمريكي، خاصةً بعد تصريحات مسؤولي أنقرة الذين دعوا "جميع المسلحين الكرد، بمن فيهم قسد، إلى إلقاء السلاح". بينما يُشير محللون إلى أن الرسالة قد تُستخدم كأداة ضغط من قبل أنقرة لتبرير تحركاتها المستقبلية في سوريا، أو كفرصة لدمشق لاستعادة المناطق الكردية عبر تفاهمات مع "قسد".  


العراق في قلب الحدث

في العراق، رحبت الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان بالدعوة، وعدوها خطوةً نحو استقرار المنطقة، إلا أن التصريحات التركية السابقة التي طالبت بنزع سلاح وحدات حماية الشعب الكردية في شمالي سوريا والعراق تُضفي تعقيداتٍ إضافية. فأنقرة، التي تُصنّف الحزب الكردستاني "إرهابياً"، قد تُعيد توجيه ضغوطها نحو الفصائل الكردية العراقية المرتبطة به، خاصةً في المناطق الحدودية، ما قد يزيد التوترات مع حكومة الإقليم التي تسعى لتحقيق توازن بين علاقاتها مع تركيا ومطالب الأكراد المحليين. كما قد تفتح الدعوة الباب أمام حوارات محتملة بين بغداد وأربيل لاحتواء أي تصعيدٍ عسكري تركي داخل الأراضي العراقية، في ظلّ مخاوف من تداعيات الهدنة على التحالفات الكردية الداخلية والخارجية.