الديرة - متابعات
اندلعت الحرب على قطاع غزة قبل عدة أشهر، تحديدًا في 7 /تشرين الأول، عندما شنت المقاومة الفلسطينية هجومًا واسعًا ضد الاحتلال الإسرائيلي، مما أدى إلى اندلاع واحدة من أكثر الحروب دموية في تاريخ الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي.
وردّ الاحتلال الإسرائيلي بعدوان غير مسبوق، شمل قصفًا جويًا مكثفًا، وحصارًا خانقًا، وعمليات برية واسعة استهدفت القطاع، متسببة في آلاف الشهداء والجرحى، وتدمير البنية التحتية، وسط صمت دولي وتواطؤ بعض القوى الكبرى، ومنذ ذلك الحين، شهدت الحرب محاولات متكررة لوقف إطلاق النار، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي استمر في خرق الاتفاقات واستهداف المدنيين.
وفي 20 /كانون الثاني الماضي، توصّلت المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بعد أكثر من ثلاثة أشهر من القصف المكثف والدمار الهائل في القطاع.
وشمل الاتفاق هدنة مؤقتة، تم خلالها إدخال مساعدات إنسانية إلى غزة، وتبادل بعض الأسرى والمعتقلين، إلى جانب السماح بعودة النازحين إلى بعض المناطق المدمرة.
ورغم هذا الاتفاق، واصل الاحتلال الإسرائيلي خروقاته اليومية، حيث استمرت الطائرات الحربية والطائرات المسيرة في تنفيذ غارات محدودة، إلى جانب استمرار الحصار المفروض على القطاع، مما زاد من معاناة السكان المدنيين.
وخلال الأسابيع الأخيرة، تصاعدت التحذيرات من انهيار الهدنة، خاصة بعد رفض الاحتلال تنفيذ بنود الاتفاق المتعلقة بتخفيف القيود على المعابر وإدخال الإمدادات الحيوية.
واليوم الثلاثاء، أكدت الولايات المتحدة الأمريكية ان الاحتلال الإسرائيلي أبلغ إدارة الرئيس دونالد ترامب بخطط عودة الحرب في قطاع غزة، قبل تنفيذ الهجمات الجوية الواسعة والمفاجئة.
وذكرت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض كارولين ليفيت أن إسرائيل تشاورت مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غاراتها على قطاع غزة اليوم الثلاثاء.
وقالت ليفيت في مقابلة مع قناة فوكس نيوز "تشاور الإسرائيليون مع إدارة ترامب والبيت الأبيض بشأن هجماتهم على غزة الليلة".
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن القوات الجوية شنت موجة من الهجمات في جميع أنحاء قطاع غزة، وقالت إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس أصدرا تعليمات للجيش الإسرائيلي بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في غزة.
كما نقل موقع أكسيوس عن مكتب نتنياهو أن إسرائيل استأنفت عملياتها العسكرية في غزة "بعد رفض حماس مرة تلو الأخرى إعادة مخطوفينا ورفض عروض ويتكوف والوسطاء".
بدورها، حمّلت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته “النازية”، المسؤولية الكاملة عن تداعيات العدوان الغادر على قطاع غزة وعلى المدنيين العزل والشعب الفلسطيني المحاصر، الذي يتعرض لحرب وحشية وسياسة تجويع ممنهجة.
وقالت الحركة إنّ “نتنياهو وحكومته المتطرفة يأخذون قرارًا بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، ويعرّضون الأسرى في غزة إلى مصير مجهول”، مطالبة الوسطاء بتحميل نتنياهو والاحتلال المسؤولية الكاملة عن خرق الاتفاق والانقلاب عليه.
ودعت جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى تحمّل مسؤوليتهما التاريخية في دعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وكسر الحصار الظالم على قطاع غزة.
كما دعت الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي إلى الانعقاد العاجل لأخذ قرار يُلزم الاحتلال بوقف عدوانه، وإلزامه بالقرار 2735 الداعي لوقف العدوان والانسحاب من كامل قطاع غزة.
وشنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، طالت عدداً من المنازل المأهولة، وذكر الدفاع المدني الفلسطيني أن إسرائيل نفذت ما لا يقل عن 35 ضربة جوية على غزة، خلّفت نحو 356 شهيدا فضلا عن مئات الجرحى في حصيلة أولية، لتنهي بذلك اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 20 /كانون الثاني الماضي.