آخر الأخبار


"الذهب الصحراوي".. أسواق الأنبار تنتعش بـ "الكمأ" و"الديرة" تغوص مع البائعين في جمعه!

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


تشهد أسواق محافظة الأنبار هذه الأيام بدء عمليات تسويق الكمأ بعد جمعه من البادية، إذ يعدّ من أهم المنتجات الطبيعية الموسمية التي تنتظرها العائلات بشغف. ورغم الإقبال الكبير على شرائه، فإن عملية جمعه لا تخلو من مصاعب وتحديات.


ويعتبر الكمأ من النباتات النادرة التي تنمو بشكل طبيعي في المناطق الصحراوية بعد هطول الأمطار، ما يجعله مصدر دخل رئيسي للكثير من سكان الأنبار، خاصة في المناطق الصحراوية.


موسم مهم ومصدر رزق رئيس


يقول همام عمر، أحد بائعي الكمأ في الأنبار، لوكالة "الديرة"، إن “الكثير من أهالي المحافظة، خصوصاً في المناطق الصحراوية، يعتمدون على جمع الكمأ وبيعه لتأمين معيشتهم، حيث يتطلب العثور عليه مهارة خاصة، إذ ينمو تحت الأرض ويحتاج إلى خبرة لتحديد أماكنه”.


وأضاف أن “الأسواق تشهد إقبالًا واسعًا على شراء الكمأ رغم ارتفاع أسعاره، فهو يعدّ وجبة فاخرة ومصدراً غنياً بالعناصر الغذائية، كما أنه يحمل بعدًا تراثيًا لدى سكان المنطقة الذين يحرصون على تناوله خلال موسمه السنوي”.


أسعار مرتفعة وطلب متزايد


وأوضح عمر أن “أسعار الكمأ تختلف حسب الجودة، إذ يصل سعر الكيلوغرام من صنف الزبيدي، المعروف بجودته العالية، إلى 50 ألف دينار، بينما تتراوح أسعار الأنواع الأقل جودة بين 30 إلى 40 ألف دينار، ويرجع ارتفاع الأسعار إلى قلة المحصول هذا الموسم وزيادة الطلب عليه داخل وخارج المحافظة”.


تحديات تواجه جامعي الكمأ


وأشار عمر إلى أن “العاملين في جمع الكمأ يواجهون العديد من التحديات، أبرزها المخاطر الأمنية في بعض المناطق الصحراوية، إضافة إلى تأثير الظروف الجوية على وفرة المحصول، حيث يعتمد نمو الكمأ بشكل أساسي على هطول الأمطار المصحوبة بالبرق، إذ يلعب البرق دورًا رئيسيًا في تكوين المركبات النيتروجينية التي تساهم في ظهوره”.


الكمأ.. الذهب الصحراوي


يُعرف الكمأ بأسماء عديدة مثل “ابن الرعد”، “بنت البرق”، “الذهب الأبيض”، و”الفقع”، ويعدّ العراق من بين أكثر الدول التي يتوفر فيها هذا النوع من الفطريات، خاصة في الصحراء الغربية ومناطق وسط وجنوب البلاد، حيث يظهر مع بداية فصل الربيع بعد مواسم الأمطار.


ويتميز الكمأ بقيمته الغذائية العالية، ما يجعله من الأطعمة الفاخرة المطلوبة في الأسواق المحلية وحتى الإقليمية، مما يساهم في تعزيز النشاط الاقتصادي المحلي خلال فترة توفره.