الديرة - الرمادي
في مثل هذا اليوم، الرابع من نيسان/أبريل 2004، اندلعت شرارة المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأمريكي في مدينة الفلوجة، التي أصبحت رمزًا للصمود والتحدي.
جاءت هذه المعركة كرد فعل على المجازر والانتهاكات التي ارتكبها الجيش الأمريكي بحق أبناء المدينة، وأبرزها، اختطاف عروس عراقية، وقتلها مع الحاضرين.
الفلوجة ردّت، وقتلت جنوداً أمريكيين، في مارس 2004، وبقيت تقاوم الأمريكان، وحينها كان بوش الأب، يدعو إلى أن تقل خسائر الجيش الأمريكي.
بداية المعركة وأحداثها
بعد اجتياح العراق عام 2003، كانت محافظة الأنبار، وخاصة الفلوجة، من أوائل المناطق التي شهدت مقاومة شرسة ضد الاحتلال.
استمرت المعارك لأسابيع، استخدمت فيها القوات الأمريكية القصف الجوي والمدفعي، بينما تصدى المقاومون ببسالة وأوقعوا خسائر فادحة في صفوف القوات المهاجمة، ما دفع الأمريكيين إلى التفاوض والانسحاب مؤقتًا.
انطلقت معركة الفلوجة الأولى، وشن الجيش الأمريكي عملية قصف جوي، استخدم بها الأسلحة المحرمة دولياً، بضمنها قنابل الفوسفور، ثم لحقها ، في نوفمبر 2004، بـ “معركة الفلوجة الثانية”، التي كانت أكثر دموية وأدت إلى دمار واسع في المدينة.
التفاعل مع ذكرى المعركة
تحلّ الذكرى اليوم، في 4 أبريل 2025، وسط تفاعل واسع من العراقيين الذين يستذكرون التضحيات التي قُدمت في تلك المواجهة التاريخية.
الناشط السياسي عبدالحميد الجابري كتب على منصة “إكس”:
“في مثل هذا اليوم من عام 2004 انطلقت شرارة المقاومة الأولى من فلوجة العز. كنا ولا نزال أول المبادرين والمضحين للعراق وشعبه، بينما كان أدعياء المقاومة اليوم يقفون في صف الاحتلال ويلعقون أحذية جنرالاته.”
رئيس مؤسسة تقدم للبحوث والدراسات الاستراتيجية عيسى العداي وصف ذلك اليوم قائلًا:
“4-4-2004 تاريخ كتب بدماء وشرف الرجال ولن يُسرق أو يُنسى. الفلوجة انتصرت وفرضت شروطها على أقوى دولة في العالم، وكانت رسالة للعالم بأن العراقيين قادرون على تحقيق المستحيل رغم الانهيار والخذلان الدولي.”
الباحث في الشأن السياسي علي المحمود قال:
“نتذكر بكل فخر واعتزاز أبطالنا الأشاوس في ذكرى #معركة_الفلوجة_الأولى، التي سطر فيها شجعاننا أسمى قيم البطولة والفداء في أول مواجهة مباشرة ضد الاحتلال الأمريكي بعد 2003. بعد سقوط النظام، كانت محافظات الأنبار، صلاح الدين، نينوى، ديالى، بغداد وشمال بابل في طليعة المقاومة، ولا يزال الكثير من أبنائها في السجون بسبب تصديهم للاحتلال. كانت #الأنبار رمزًا للمقاومة، ومن قادوا الحرب ضد الإرهاب وساهموا في استعادة الأمن وإعادة إعمار مدنهم رغم التحديات.”
الباحث في الشأن السياسي علي نجدية كتب:
“4-4-2004 تاريخ خُطّ بدماء الشهداء، ليعلن انطلاق شرارة المقاومة العراقية، وبداية أول معركة عسكرية مفتوحة ضد الاحتلال الأمريكي في الفلوجة. رحم الله شهداءنا الأبطال.”
لم تكن معركة الفلوجة الأولى مجرد مواجهة عسكرية، بل كانت لحظة فارقة في تاريخ العراق الحديث، حيث أكدت أن الاحتلال لن يكون سهلًا، وأن المقاومة العراقية قادرة على تغيير المعادلات الدولية. رغم مرور 21 عامًا على هذا الحدث، لا يزال العراقيون يستذكرون تضحيات المقاومين الذين واجهوا أعتى قوة عسكرية في العالم، ليكتبوا بدمائهم فصلًا من فصول العزة والكرامة.