الديرة - الرمادي
بات العالم يضبط ساعته على توقيت السبت القادم، مع استعدادات مكثفة لمفاوضات مرتقبة بين إيران والولايات المتحدة، في خطوة يُنتظر أن تحدد ملامح تصاعد دبلوماسي أو انفراج استثنائي، وسط توقعات بتأثيرات جيوسياسية قد تطال الشرق الأوسط، تظل الأنظار موجهة نحو هذين الخصمين اللذين يحملان مفاتيح إشعال أو إخماد بؤر التوتر الإقليمية، لذا فإن يوم السبت قد يكون بداية مرحلة جديدة، فإما جسر نحو التفاهم، أو شرارة لمواجهة أوسع.
وقال الخبير الأمني أحمد الشريفي في حلقة خاصة من برنامج “المقاربة” الذي يقدمه الإعلامي سامر جواد وتابعته “الديرة”، إن إيران تحرج العراق بتحذيراتها من مرور الطائرات الأمريكية، رغم علمها بعدم سيطرة بغداد على أجوائها، مشيراً إلى أن الطائرات العسكرية الأمريكية تقلع من القواعد داخل الأراضي العراقية دون إخطار السلطات.
وأوضح أن بعض القوى السياسية تعيش في نكران للواقع، مشبهاً ذلك بسياسات صدام حسين السابقة.
وبيّن الشريفي أن “محور المقاومة” فقد هويته بعد تراجع أدواره، معتبراً أن إيران خسرت نفوذها في سوريا دون مقابل، بينما استفادت روسيا من الأزمة السورية لتعزيز مواقفها في أوكرانيا.
وأضاف أن العراق يعتبر أخطر من سوريا في الاستراتيجية الأمريكية، ما دفع واشنطن إلى تعزيز وجودها في قاعدة عين الأسد.
بدوره، ركز الدبلوماسي الإيراني السابق هادي افقهي على رفضه التفاوض حول الملف الصاروخي أو المسيرات، مؤكداً أن المفاوضات يجب أن تنحصر في البرنامج النووي.
وانتقد افقهي في تصريحات لبرنامج “المقاربة” ما وصفه بعودة إيران إلى النهج البهلوي في التعامل مع أمريكا، معتبراً ذلك حلم الشيطان.
وأكد أن طهران لن تضيع فرصة التفاوض، سواء أكان مباشراً أم غير مباشر، متوقعاً أن تتحول اللقاءات الأولية إلى مفاوضات علنية لاحقاً.
واختتمت الحلقة بتأكيد المتحدثين على أن المنطقة تقف عند مفترق طرق تاريخي، حيث تعد المفاوضات المرتقبة بين إيران وأمريكا محوراً لإعادة رسم التحالفات، وسط تحذيرات من تداعيات قد تطال الأمن القومي العراقي والإقليمي.
وأشاروا إلى أن السبت المقبل قد يشكل بداية مرحلة جديدة من التمهيد لاتفاقات قد تغير موازين القوى، في ظل ضغوط إسرائيلية ودولية لاحتواء الملف النووي والإقليمي الإيراني