الديرة -
باتت محافظة الأنبار اليوم إحدى الركائز الأساسية في خارطة القرار السياسي العراقي، إذ أضحت محط أنظار قادة الدولة وكبار الشخصيات السياسية من مختلف التوجهات والانتماءات.
هذا الحضور البارز يعود إلى تحولات جوهرية شهدتها المحافظة في السنوات الأخيرة، جعلت من الأنبار قصة نجاح حقيقية، بفضل حزب "تقدم" الذي يتزعمه الرئيس محمد الحلبوسي، بوصفه العقل المدبر للنهضة الشاملة التي تشهدها المحافظة.
زيارة رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم إلى المحافظة، تندرج ضمن هذا الحراك السياسي المتواصل الذي تشهده الانبار، وقد حظيت باهتمام واسع من قبل الأوساط الرسمية والشعبية.
استقبال رسمي جرى للحكيم في القصر الحكومي بمدينة الرمادي، حيث كان في مقدمة مستقبليه محافظ الأنبار، ونائبيه، ورئيس مجلس المحافظة ، إلى جانب عدد من أعضاء المجلس ومسؤولي الوحدات الإدارية.
وأكد الحكيم على الأهمية الاستراتيجية للأنبار وتحولها إلى نموذج للتعافي والاستقرار، مشيرا إلى انها تجربة تستحق الإشادة في مجال التنمية والخدمات.
تأكيده أيضاعلى الطبيعة الاجتماعية للزيارة، رافقه حرص على التواصل مع أبناء المحافظة وعشائرها الكريمة، ضمن إطار يعزز من اللحمة الوطنية ويفسح المجال أمام مزيد من التفاهم بين القوى السياسية والمجتمعية.
الحكيم لفت في حديثه إلى أهمية اللامركزية الإدارية في تمكين الحكومات المحلية، داعياً إلى تشريع قانون المحافظات وإعادة النظر في آليات نقل الصلاحيات، بما يحقق الانسجام بين متطلبات الإدارة والتنمية.
تحذير واضح أطلقه الحكيم تجاه الاستمرار في المركزية الشديدة التي لا تنسجم مع متطلبات إدارة محافظة كبيرة مثل الأنبار، مشيراً إلى أن النجاح في الأداء الخدمي والإداري لا يمكن أن يتحقق دون صلاحيات دستورية وقانونية واضحة.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارة تمثل محطة جديدة من محطات التقدير الوطني لدور الأنبار المتصاعد، ومؤشراً على تبلور مشهد سياسي عراقي يُعيد الاعتبار للمحافظات العراقية بوصفها محركاً أساسياً في مشروع بناء الدولة الحديثة.
