الديرة -الرمادي
أضحت محافظة الأنبار محطة أساسية يرحل إليها كبار المسؤولين في الدولة العراقية، مما يعكس تحولاً جذرياً في مكانة هذه المحافظة التي طالما عانت من ويلات الإرهاب وتبعات التهميش.
يتتبع تلفزيون "الديرة"، زيارات كبار المسؤولين في الدولة منذ تولي محمد نوري الدليمي منصب المحافظ وحتى اليوم، حيث شهدت الأنبار اهتماماً متزايداً من قبل الحكومة المركزية، تجسد في زيارات متعاقبة لمسؤولين رفيعي المستوى، بدءاً من رئيس الجمهورية وصولاً إلى الوزراء المعنيين بقطاعات حيوية.
ويرى مراقبون أن هذه الزيارات المكثفة تعكس المكانة المتنامية للمحافظة ودورها المؤثر في المشهد السياسي، بفضل الجهود الدبلوماسية لحزب تقدم بزعامة الرئيس محمد الحلبوسي.
زيارات رفيعة
شهدت الأنبار مؤخرا سلسلة زيارات قام بها كبار المسؤولين في الدولة العراقية، يتقدمهم رئيس الجمهورية، وصولا الى وزير الصحة الذي وصل المحافظة اليوم الاثنين على رأس وفد تنفيذي كبير.
وشكلت زيارة رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد للأنبار دلالة واضحة على الأهمية التي باتت تحظى بها المحافظة، لا سيما بعد استقباله من قبل زعيم حزب تقدم، الرئيس محمد الحلبوسي، في مدينة الفلوجة، ليشمل برنامج الزيارة لقاءات مع المسؤولين المحليين وزيارة جامعة الأنبار، فضلاً عن جولة تفقدية للمشاريع الخدمية والتنموية في مدينة الرمادي.
وأكد رئيس الجمهورية خلال زيارته على أهمية الاستقرار كركيزة أساسية للنهوض بواقع المحافظة، مشدداً على ضرورة تكاتف الجهود لمعالجة التحديات التي تواجه البلاد عموماً والأنبار خصوصاً، لا سيما في مجالات الموارد المائية ومكافحة التصحر.
وتلت هذه الزيارة زيارات وزارية مهمة، إذ افتتح وزير التعليم العالي نعيم العبودي منشآت تعليمية حيوية في كلية الطب بجامعة الأنبار، في حين استقبل المحافظ محمد نوري الدليمي وزير العمل والشؤون الاجتماعية أحمد الأسدي لبحث سبل دعم الفئات المستحقة.
واختتمت هذه الزيارات باستقبال الدليمي لوزير الصحة صالح الحسناوي، اليوم الاثنين، الذي دشن مشاريع طبية متطورة في مدينة الرمادي.
الدور المحوري لحزب تقدم
ويقول مراقبون إن هذا التحول الإيجابي في مكانة الأنبار تقف خلفه جهود حثيثة بذلها حزب تقدم بزعامة الرئيس محمد الحلبوسي، الذي استطاع بحنكته السياسية أن يعيد للمحافظة اعتبارها ويرسخ حضورها في المشهد السياسي العراقي.
ونجح الرئيس الحلبوسي في تحويل النظرة إلى الأنبار من مجرد ملف أمني إلى شريك فاعل في عملية صنع القرار السياسي وبناء الدولة.
وتعكس هذه الزيارات المتتالية الثقل السياسي الذي يتمتع به حزب تقدم، ونجاحه في خلق شبكة علاقات مع مختلف مكونات المشهد السياسي العراقي، مما أثمر اهتماماً متزايداً بالمحافظة وقضاياها.
ثمار الزيارات
لم تكن هذه الزيارات مجرد لقاءات بروتوكولية، بل أثمرت نتائج ملموسة على أرض الواقع، فقد شهدت المحافظة افتتاح مشاريع صحية حيوية كالمركز التخصصي لأمراض وجراحة القلب، وتجهيز أجهزة المعجل الخطي السرطاني من طراز TrueBeam، الأحدث عالمياً في مجال علاج الأورام، إضافة إلى جهاز المفراس التطابقي المتطور.
كما شهد القطاع التعليمي دعماً ملحوظاً تمثل في افتتاح مختبر المهارات السريرية والقاعات الدراسية والنادي الطلابي في كلية الطب بجامعة الأنبار، فضلاً عن إطلاق برامج لدعم الأسر المتعففة وتوسيع شبكة الحماية الاجتماعية.
أما على الصعيد السياسي، فقد أسهمت هذه الزيارات في فتح ملفات حساسة كالتعويضات وحقوق الشهداء والجرحى وقانون العفو العام، ما أسهم بشكل كبير في معالجة هذه القضايا المهمة.
ختاما، يمكن القول إن توالي زيارات المسؤولين إلى الأنبار يؤكد أن المحافظة لم تعد هامشاً في المشهد السياسي العراقي، بل باتت مركزاً مؤثراً في صناعة القرار، بفضل الجهود الدؤوبة التي بذلها حزب تقدم بزعامة الرئيس محمد الحلبوسي.
وفي ضوء هذه الزيارات وما أسفرت عنه من نتائج إيجابية، تلوح في الأفق آفاق واعدة لمستقبل المحافظة، تبشر بمزيد من التنمية والازدهار والاستقرار.