الديرة - خاص
شهد تحالف "عزم" التابع لمثنى السامرائي عاصفة انسحابات واسعة النطاق، حيث أعلن عدد كبير من مرشحيه في محافظة الأنبار انسحابهم من التحالف والالتحاق بحزب "تقدم" الذي يتزعمه الرئيس محمد الحلبوسي.
وجاءت هذه الانسحابات المتتالية لتُسلط الضوء على أزمة عميقة تعصف بعزم، وتُعزز من موقع "تقدم" بوصفه القوة السياسية المهيمنة في الساحة السنية العراقية.
ضربة كبرى للسامرائي
تُشكل هذه الانسحابات المتتالية ضربة موجعة لمثنى السامرائي وقيادته لتحالف "عزم"، حيث تكشف عن ضعف جوهري في قدرته على الحفاظ على تماسك صفوف التحالف وضبط إيقاع مرشحيه، فقد انسحب كل من المرشح أنور العسافي، والمرشحة آمال الدله، والدكتور كرامي عبدالغفور الحديثي، والفريق سلام الشجيري، والمرشح الشاب ديار الخطيب، إضافة إلى انسحاب المرشحة مروة الشعباني التي قررت عدم خوض الانتخابات البرلمانية نهائياً.
وتُثير هذه الانسحابات الجماعية شكوكاً واسعة حول قدرة السامرائي على قيادة مشروع سياسي محترم ومقبول من قبل الجمهور والنخب السياسية، كما تُظهر فشله في منع تسرب مرشحيه إلى القوى السياسية الأخرى، خاصة في الوقت الذي كان يقوم فيه بزيارة لمحافظة الأنبار لدعم مرشحيه، مما يُضاعف من حجم الإحراج السياسي الذي يواجهه.
خيار السنة المثالي
وفقا لمراقبين، فقد صبت هذه التطورات في مصلحة تعزيز موقع حزب تقدم متصدرا للمشهد السياسي السني من دون منازع أو منافس، بدليل توجه مرشحي الأحزاب الأخرى نحوه،
ما يُعزز قوته الانتخابية وقاعدته الجماهيرية.
وأشاد المنسحبون من عزم، بحزب تقدم ووصفوه بـ"حامل المشروع الوطني وصاحب بصمة الإعمار والبناء"، كما أكدوا أن "تقدم صنع المستحيل من أجل إعادة البناء والإعمار والاستقرار".
ويرى مراقبون أن حزب "تقدم" يُمثل الآن الخيار السني المثالي للعديد من الشخصيات السياسية والمرشحين، نظراً لما يتمتع به من رؤية واضحة وعمل سياسي جاد ونهج وطني مسؤول، مشيرين إلى أن الحزب يمتلك القاعدة الجماهيرية الأكبر والحظوظ الأكثر في الفوز بسباق الانتخابات البرلمانية المقبلة.
نجاح واسع النطاق
وفي السياق ذاته يؤكد المحلل السياسي، مصطفى الفرج، أن صعود حزب "تقدم" يُمثل نموذجاً ناجحاً لتجاوز القيود الجغرافية والمحلية التي تعاني منها معظم الأحزاب السنية في العراق، فبينما فشلت الأحزاب السنية الأخرى في الخروج من الدائرة الضيقة للمحافظة الواحدة، نجح "تقدم" في التوسع إلى الدائرة الأوسع وتمثيل محافظات متعددة، مما يُعزز من موقعه كقوة سياسية وطنية وليس مجرد قوة محلية.
ويوضح الفرج في تصريح خاص لتلفزيون "الديرة"، أن انسحاب المرشحين من تحالف عزم يؤكد التفوق الاستراتيجي لحزب "تقدم" في بناء تحالفات واسعة وجذب الشخصيات المؤثرة من مختلف المحافظات، مما يُعطيه أفضلية واضحة في المعادلة السياسية السنية".
ويضيف أن "هذه التطورات تظهر قدرة حزب تقدم على تقديم برنامج سياسي جذاب ومشروع وطني شامل يتجاوز الحدود المحلية الضيقة".