الديرة - متابعات
في مشهد يعكس تصعيداً لفظياً غير مسبوق، تشهد الساحة الدولية حرب تصريحات حادة بين القادة الأمريكيين والإيرانيين والإسرائيليين، تبدأ بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتتواصل مع إعلان إسرائيل سياسة جديدة "لإنهاء حصانة طهران"، وتختتم بردّ إيراني يحمل تحذيرات غامضةً.
هذه التبادلية في الخطاب تطرح تساؤلات ملحةً عما إذا كانت المواجهة ستتخطى حدود الشاشات إلى ساحات القتال، أم ستتحول إلى حرب استنزاف طويلة الأمد.
تصدّر ترامب المشهد بتصريحاتٍ مثيرة عبر منصته "تروث سوشيال"، حيث زعم أنه أنقذ المرشد الإيراني علي خامنئي من "موت بشع ومهين" بعد أن أوقف ضربة إسرائيليةً كبرى كانت متجهة إلى طهران ووصفها بأنها "الضربة القاضية".
وأتبع ذلك بتهديد صريح بوقف مفاوضات رفع العقوبات عن إيران رداً على خطاب خامنئي الأخير، محذراً من أن الأمور "ستزداد سوءاً" إذا لم تعد طهران إلى "تدفق النظام العالمي".
في السياق ذاته، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن تحول استراتيجي حين أعلن توجيه الجيش لوضع خطط شاملة ضد إيران تشمل الحفاظ على التفوق الجوي ومنع التقدم النووي الإيراني والرد على دعم طهران "للأنشطة المعادية"، مؤكداً أن العمليات العسكرية الأخيرة لم تكن سوى "مقدمة" لسياسة جديدة بعد أحداث أكتوبر 2023، واختتم تصريحه بالعبارة المفصلية: "انتهت الحصانة".
ورداً على هذه التصريحات، دان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عبر منصة "إكس" خطاب ترامب ووصفه بـ"المهين وغير المقبول"، داعياً واشنطن إلى التخلي عن "نبرتها المهينة" تجاه المرشد الأعلى.
وأضاف تحذيراً مبطناً بالتهديد: "إذا قادت الأوهام إلى أخطاء أسوأ، فإن إيران ستكشف عن قدراتها الحقيقية التي ستُنهي أي وهم بشأن القوة"، مشيراً إلى أن "الشعب الإيراني القوي أجبر إسرائيل على "اللجوء إلى بابا (الولايات المتحدة)"، ومختتماً بأن "حسن النية يولد المقابل".
بين السطور
فيما تشيّع إيران قادتها العسكريين والعلماء الذين سقطوا في الضربات الأخيرة، وتتواصل حرب التصريحات بين الأطراف، يبقى السؤال الأكبر معلقاً في أجواء المنطقة، هل تفتح هذه التصريحات المتصاعدة الباب لعودة المواجهات العسكرية المباشرة بين حليفة أمريكا وطهران ؟ أم أن المشهد يقود إلى حرب استنزاف خفية تستخدم فيها الأطراف الضربات المحدودة والعمليات الاستخباراتية كأداةٍ للصراع، مع إبقاء المواجهة خلف الشاشات؟ المؤشرات الحالية تنبئ بمرحلة بالغة الخطورة، حيث قد تترجم الكلمات إلى أفعال في أيّ لحظة.