الديرة - متابعات
حذر ريناد منصور، الباحث البارز في معهد "تشاتام هاوس" البريطاني ومسؤول ملف العراق، من تهديدات خطيرة تواجه استقرار العراق الهش في ظل التحولات العنيفة بالشرق الأوسط وتصاعد الصراع الإيراني الإسرائيلي.
وأكد منصور في تحليل نشر مؤخراً أن "العراق يعيش لحظة هشة من الهدوء النسبي والتنمية، لكن هذا الاستقرار قد لا يدوم بسبب خطر انجرار البلاد إلى قلب التغيرات الإقليمية".
وأشار إلى تحول العراق من مركز صراعات المنطقة إلى موقع هامشي، لكنه يقف الآن على حافة العودة إلى دائرة النزاع، خاصة مع تهديد النظام القائم منذ 2003 الذي عزز النفوذ الإيراني.
ولفت الباحث إلى أن الهجوم الإسرائيلي على غزة وتصاعد التوترات من لبنان إلى اليمن وسوريا والعراق ينذر باضطرابات عنيفة. ورغم ذلك، أظهرت الفصائل العراقية -بما فيها المقربة من إيران كالحشد الشعبي- ضبطاً للنفس منذ أكتوبر 2023، وذلك بسبب انخراطها في مؤسسات الدولة ورغبتها في حماية مصالحها وسط ميزانيات فدرالية تجاوزت 100 مليار دولار.
وشدد الباحث تحذيره من سيناريوهات قد تجر العراق مجددا إلى قلب الصراع، منها “أولا: احتمال اندلاع حرب طويلة بين إيران وإسرائيل بدعم أمريكي، أو تصاعد التوترات في كردستان على خلفية اتهامات إيرانية بوجود عملاء “موساد”، ما قد يؤدي إلى ضربات عبر الحدود”.
كما أشار إلى السيناريو الثاني، أن“تهدئة مدروسة تقودها واشنطن، مع إعادة ضبط في الاستراتيجية الإسرائيلية، ما قد يسمح للعراق بعزل نفسه عن الانجرار المباشر، والتركيز على التنسيق الإقليمي
فيما يتمثل السيناريو الثالث بقوله، إن “احتمال انهيار النظام الإيراني نفسه في حال نشوب أزمة خلافة، الأمر الذي قد يخلق فراغا أمنيا ويدفع الجماعات العراقية الموالية للتدخل، أو بالعكس، ويمنح العراق فرصة نادرة للانعتاق من نفوذ طهران المتواصل منذ عقدين”.
والسيناريو الرابع، كما يراه الباحث، وهو “إعلان إيران المضي قدما نحو السلاح النووي، مما يفرض على العراق سياسة توازن دقيقة في منطقة تزداد هشاشة وخطورة”.
واختتم التحليل بتأكيد أن التمسك بالوضع الراهن لم يعد مجدياً، داعياً النخب العراقية لإعادة تعريف دور البلاد إقليمياً قبل أن تقوض أي تصعيدات التعافي الاقتصادي وتعيد العراق إلى الفوضى.