الديرة - الرمادي
ضمن فعالية فنية نظمها البيت الثقافي في الفلوجة تحت شعار "ألواننا أحلامنا ترسم بلا حدود"، شارك فنانون من مختلف الأعمار بأكثر من 40 لوحة تنوعت بين الواقع والخيال.
وفي لفتة إنسانية، فازت اللوحة التي جسدت فاجعة الكوت بالجائزة الأولى، لتكون شاهداً على تفاعل الفن مع الأحداث الوطنية المؤلمة ومشاعر الحزن الي طالت مختلف مدن العراق.
وفي حوار أجرته "الديرة"، مع الرسام أحمد عامر، صاحب اللوحة الفائزة، من مدينة الفلوجة، قال: "تم الإعلان عن المعرض والمسابقة قبل أسبوع، وكنت حينها قد أنجزت لوحة فنية وفكرة جاهزة للمشاركة، لكن قبل يوم واحد من موعد المهرجان، وقعت فاجعة الكوت، تلك الحادثة الأليمة التي أثرت في قلوب العراقيين جميعاً، بمختلف أطيافهم، بعيداً عن أي تصنيفات أو مسميات".
وأضاف: "لقد تأثرتُ بشكل كبير بما حدث، فقررت أن أغير فكرة اللوحة بالكامل، وأن أوجه ريشتي لرسم مشهد يُجسد هذه الفاجعة، تعبيرا عن تضامني مع أهلنا في الكوت".
وتابع، إن "أقل ما يمكن أن نقدمه لهم هو التعبير الفني الصادق الذي يرسخ وحدتنا كشعب واحد، ووطن واحد، فالعراق، رغم كل التحديات، سيبقى بلد الجميع، وتذوب الخلافات أمام وحدة هذا الوطن".
وأردف: "رسالتي من خلال هذا العمل، أن الفلوجة، والكوت، وكل محافظات العراق، تشكل جسداً واحداً، عندما تتألم مدينة، يتألم العراق كله، وحين تنظر مدينة إلى حدث ما، فإن العراق كله ينظر معه".
وفي حديثه عن شعوره عند رسم هذه اللوحة، قال: "شعوري الداخلي كان يحملني مسؤولية أن أقدم شيئا، ولو بسيطاً لأهلي ولبلدي، وأؤمن أن على كل شخص، في مجاله، أن يكون سبباً في تعزيز المحبة والوحدة، وأن يوظف إمكاناته بهدف زرع روح الوحدة الوطنية".
كما أشار في اجابته عن دور الرسام والفنان في المجتمع، قائلا: إن "دور الرسام لا يقل أهمية عن دور أي فرد آخر في مجاله، فلكل شريحة جمهورها وبيئتها، ومن خلال رسوماتي التي خصصتها لمدينة الكوت، وصلتني رسائل شكر من عدد من فناني الجنوب، وهذا ما عزز لدي الإحساس بأن الفن يمكن أن يقرب القلوب ويعزز الترابط الوطني".
وعليه، فإن الفنان الحقيقي هو من يكون صاحب رسالة، ومسؤولية، ودور إيجابي في التفاعل مع الأحداث، ويحرص على أن يكون قريباً من الناس وان يحترم ظروفهم ويتفاعل مع مشاعرهم.