الديرة - متابعة
قال مصطفى علوان الوادي أحد ذوي ضحايا فاجعة الكوت، الذي خسر خمسة من أفراد عائلته، إن تعامل الجهات الأمنية مع الحريق زاد من حجم الكارثة، ومنع العديد من الأهالي من التدخل لإنقاذ أحبائهم المحاصرين داخل البناية المحترقة.
وأكّد الوادي في منشور له على فيسبوك تابعته "الديرة"، أن "أحد الضباط الكبار في موقع الحادثة منعه شخصياً من الدخول رغم توسلاته"، مشيرًا إلى أنه "طلب توفير رافعة لإخراج المحاصرين، لكن الضابط رد عليه، حسب وصفه، بسخرية قائلاً: "منين أجيبلك رافعة انت خبل"، ثم قام بشتمه ودفعه، وأوعز لعناصر الحماية بالاعتداء عليه وعلى من كانوا برفقته من الأهالي المكلومين".
وأوضح أن "الأمر لم يتوقف عند ذلك، بل زاد سوءاً عند حضور محافظ واسط، الذي وصفه بـ"يزيد العصر"، مشيرًا إلى أن "ظهوره زاد من إرباك الوضع، حيث قامت عناصر الأمن بدفع عوائل الضحايا، ما تسبب بسقوط والدته على الأرض، وذلك بهدف تأمين ممر آمن للمسؤول الأمني ليتمكن من الدخول ومشاهدة الموقع.
وأضاف أن "المحافظ، وبعد أن لم يُعجبه المشهد، غيّر مكان المتابعة إلى منطقة المدينة المائية".
وبيّن أن "طريقة تعامل القوات الأمنية مع الأهالي في لحظة الحريق كانت قاسية ومهينة"، قائلاً إن "الضابط لم يظهر أي تعاطف أو إنسانية، وإن ابتسامته الباردة وسط نداءات الاستغاثة ستبقى عالقة في الذاكرة".
وشدّد في ختام حديثه على أن ما جرى لا يمكن أن يُنسى، معتبراً أن دماء النساء والأطفال الذين قضوا في تلك الفاجعة لن تذهب سدى، وستبقى وصمة في سجل من امتلك القرار ومنع إنقاذ الأبرياء.
وقضى 63 شخصا فيما اصيب اكثر من 50 آخرين بحريق ضخم اندلع في الهايبر ماركت بمدينة الكوت في محافظة واسط في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء وحتى صباح الخميس.