الديرة - متابعة
أكد الكاتب والعضو السابق ، أضحوي جفال، أن التوتر في مناطق شرق الفرات بات ينذر بمواجهة عسكرية محتملة، في ظل اشتباكات متفرقة تقع بين الفينة والأخرى، وتترك خلفها ضحايا من الجانبين.
وقال جفال في مقالة اطلع عليها تلفزيون ”الديرة” إن “الطرفين المعنيين بالصراع ينظران إلى ما جرى في الساحل والسويداء على أنه تمرين سياسي وعسكري تحضيري للمعركة الأهم التي قد تقع في الشمال الشرقي من البلاد”، مشيراً إلى أن “موازين القوى بين الجانبين متقاربة من حيث العدد والعتاد، لكن العنصر العربي ضمن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) سيكون هو الحاسم في حال اندلاع المعركة”.
وأضاف أن “العرب يشكلون أكثر من ثلثي قسد، ولو أن هذه المواجهة وقعت عقب سقوط النظام مباشرة، لكان كثير منهم قد انشق، خصوصاً أن المزاج الشعبي حينها كان متفائلاً ويتطلع لتحسين مستوى المعيشة، كما أن الجنود العرب كانوا على أهبة الاستعداد للتمرد، لولا أن السلطة الجديدة في دمشق لم تستثمر تلك اللحظة الحاسمة”.
وأشار جفال إلى أن “دمشق لم تتحرك تجاه قسد رغم معرفتها الدقيقة بحساسية الوضع، وذلك بسبب التزاماتها تجاه القوى الداعمة لها، والتي يتصدرها شرط عدم المساس بقسد”.
وأوضح أن “الوضع الآن مختلف، فالمجند العربي ضمن صفوف قسد بدأ يحسب الأمور بشكل واقعي، خاصة مع وجود راتب ثابت ومرتفع يعيل به عائلته، في ظل تدهور الوضع المعيشي في معظم مناطق سوريا”. وأضاف أن “الحماس الشعبي للنظام الجديد بدأ يخبو، ومرحلة الرومانسية السياسية تلاشت لتحل مكانها ضبابية الواقع، بينما معظم التأييد العلني يأتي من السوريين في الخارج، أما الداخل فمثقل بالأزمات المعيشية”.
وفي السياق نفسه، لفت جفال إلى أن “هناك فئة جديدة انضمت إلى قسد بدوافع تتجاوز الراتب، إذ أن بعض العلويين والمسيحيين الذين تعرضوا لانتهاكات في مناطق سيطرة النظام توجهوا إلى شرق الفرات بدافع الانتقام من الحكومة السورية، ويرجح أن القاعدة الروسية في حميميم سهلت نقلهم جواً إلى القامشلي”، مشيراً إلى أن “هذه التطورات ربما كانت من دوافع زيارة الوفد السوري الأخيرة إلى موسكو”.
وختم الكاتب تصريحه بالقول إن “الحكومة في دمشق تبدو وكأنها تسابق الزمن لتجريب حظها مع قسد، لكن إن لم تتحرك بسرعة، فإن شرق الفرات قد يتحول إلى سوريا البديلة، كونه يتمتع بالاستقرار النسبي والتعددية السياسية والعسكرية، في حين أن أي خطأ من الجانب الآخر سيعزز من مكانة هذا الكيان الناشئ”.