الديرة - متابعة
كشف تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، نُشر بالإنكليزية عبر شبكة "إم إس إن" ومؤسسة "سينديكيت ميديا"، أن مرجعية النجف باتت تستعيد نفوذها داخل بغداد على حساب النفوذ الإيراني، في ظل مواجهة "صامتة" بينها وبين محور "الإطار التنسيقي" المقرّب من طهران، الذي يهيمن على الحكومة، مقابل قوى سياسية شيعية تطالب بالإصلاح وتحظى بدعم غير معلن من المرجعية.
وذكر التقرير أن الاجتماعات الاستراتيجية التي كانت تُعقد بين بغداد وقيادات "فيلق القدس" الإيراني باتت اليوم تُعقد بين بغداد والنجف فقط، وسط قلق المرجعية من ما تعتبره نظاماً سياسياً يقف على حافة الانهيار. وأشار إلى أن المرجعية تبلغ الحكومة باستمرار مطالبها بتنفيذ إصلاحات مؤسساتية عاجلة وسريعة، معتبرة أن التوجه الحالي للقوى السياسية يمثل خطراً على الشيعة في العراق.
وبحسب التقرير، أبلغت إيران الفصائل المسلحة بضرورة رفض مطالب حصر السلاح بيد الدولة، حيث قال قائد "فيلق القدس" إسماعيل قاآني إن "كل سلاح مهم في الحرب القادمة"، داعياً الفصائل للاستعداد لـ"خطر قريب"، في المقابل، ترى المرجعية أن القوى العراقية يجب أن تتوحد بعيداً عن النفوذ الإيراني لمواجهة الأخطار الخارجية.
ونقل التقرير عن مسؤول حكومي أن الموقف الأمريكي بات "عدائياً" ويستهدف ليس الفصائل فحسب، بل تحالف "إدارة الدولة" بشكل مباشر، كما شددت المرجعية على ضرورة نزع سلاح الفصائل ودمج الحشد الشعبي في القوات الرسمية بطريقة تحفظ كرامة أفراده وحقوقهم، وتقليل الإنفاق "الفوضوي"، إضافة إلى إعادة النظر في السياسة الخارجية لحماية العراق من الأخطار.
وأشار التقرير إلى أن الولايات المتحدة تدرك حساسية حل الحشد الشعبي الذي لعب دوراً محورياً في التصدي لتنظيم "داعش"، بينما يواجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ضغوطاً كبيرة بين التوقعات الإيرانية، والمعارضة الأمريكية، والمطالب العاجلة للمرجعية بالإصلاح، وسط غياب أي "حلول سهلة" للأزمة الراهنة.