الديرة - متابعة
علق الصحفي الكردي سامان نوح، اليوم الجمعة، على أحداث السليمانية الأخيرة التي شهدت اعتقال لاهور شيخ جنكي، زعيم جبهة الشعب والرئيس المشترك السابق للاتحاد الوطني، بعد اشتباكات عنيفة، قائلاً إن ما جرى يمثل "طي صفحة جديدة من صراع القوى المسلحة في إقليم كردستان، على أن تتبعها صفحات أخرى تنهي فيها أحزاب أو قوى أكبر وجود قوى أصغر".
وقال نوح في منشور على صفحته في فيسبوك تابعه تلفزيون "الديرة"، إن "ما حدث لم يشكل مفاجأة في ظل تعدد مراكز النفوذ والقوة في الإقليم، والطبيعة المشوهة لإدارة كردستان منذ ثلاثة عقود، نتيجة الفشل في توحيد الأجهزة الأمنية والعسكرية، وبناء مؤسسات جامعة، وضمان استقلالية القضاء، وترسيخ برلمان قوي وحيوي، إضافة إلى غياب الأحزاب الديمقراطية الحقيقية".
وأضاف أن "إقصاء لاهور شيخ جنكي بشكل كامل ونهائي من المشهد لن يجعل السليمانية أقوى سياسياً أو اقتصادياً، ولا أقل فساداً أو أكثر استقراراً أمنياً، مشيراً إلى أن لاهور نفسه يتحمل جزءاً كبيراً مما وصل إليه حال الاتحاد الوطني الكردستاني، وكذلك المسار العام للإقليم".
كما أكد نوح أن "اعتقال شاسوار عبد الواحد بتهم فساد، أو إقصاء بقية قوى المعارضة، لن يجعل السليمانية أفضل حالاً"، مبيناً أن "هذه الإجراءات تأتي في سياق سعي قيادة الاتحاد الوطني إلى إعادة التوازن مع الحزب الديمقراطي الكردستاني، وإقامة شراكة قائمة على التناصف في السلطة والقرار".
وتابع نوح قائلاً إن "الوقائع تثبت أن إقليم كردستان لن يتحسن حاله مع تفرد طرف واحد بالقرار في أربيل أو السليمانية، وإن تهميش المعارضة أو إنهاء وجودها لن يؤدي إلا إلى مزيد من الضعف والانحدار".
وأشار إلى أن "الإقليم يواجه كوارث بنيوية تهدد بقاءه شبه المستقل، رغم الصورة السطحية للمدن الجميلة وحركة البناء، مؤكداً أن الإقليم يشهد انحداراً مقلقاً منذ سنوات طويلة، في وقت كان فيه الكثير من الأكراد والعراقيين يأملون أن يكون نموذجاً ديمقراطياً رائداً يساهم في بناء عراق مدني قوي".
ولفت نوح إلى أن "كل شهر يمر يشهد على إقليم أضعف”، نتيجة الفشل المزمن في وضع أسس سياسية واقتصادية وأمنية وإدارية متينة، إضافة إلى تغليب مصالح الأحزاب والشركات والأفراد على المصلحة العامة، ما أدى إلى تراجع النفوذ في بغداد وخسارة مناطق متنازع عليها، فضلاً عن أزمات النفط والرواتب والأمن والبيشمركة".
وختم الصحفي سامان نوح بالقول: "المفارقة أن أحد الأجهزة الأمنية التي نفذت عملية اعتقال لاهور شيخ جنكي هو جهاز مكافحة الإرهاب في السليمانية، في حين أن قائده مطلوب لدى أربيل بقضايا إرهاب".