الديرة - الرمادي
الرمادي، المدينة التي لم تعد تُعرف فقط بتاريخها العريق أو موقعها الجغرافي في الأنبار، بدأت تتحول إلى وجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية بعد سنوات من التحديات الاقتصادية والأمنية. آخر هذه المبادرات كان افتتاح مول صيني ضخم على شارع 20، أسسه رجل أعمال صيني بمشاركة أقاربه، ليشكل علامة فارقة في مسار الحركة الاقتصادية للمدينة.
المول الجديد يضم تشكيلة واسعة من المنتجات، تشمل الملابس والأجهزة الكهربائية والإلكترونية والأحذية والحقائب ولعب الأطفال والأدوات المنزلية، إضافة إلى مكتب للاستيراد والتصدير، ما يتيح للتجار وأصحاب الأعمال العراقيين فرصة التواصل المباشر مع السوق الصينية.
وأوضح صاحب المشروع "يان" أن فكرته جاءت بعد اطلاعه على السوق المحلي من خلال أقاربه العاملين في أحد المصانع بالفلوجة، حيث وجد أن المدينة تتمتع ببيئة تجارية واعدة ويد عاملة متوفرة، فضلاً عن استقبال الأهالي الودود.
وأضاف أن المشروع لا يقتصر على البيع المباشر، بل يهدف إلى تحريك عجلة الاقتصاد وفتح آفاق استثمارية مستقبلية، قد تشمل مصانع أو مشاريع إنتاجية بالشراكة مع الحكومة المحلية.
زبائن المول أعربوا عن رضاهم وسعادتهم بالخطوة، مشيرين إلى أن وجود مركز تجاري متكامل يوفّر عليهم مشقة البحث عن حاجياتهم في أماكن متفرقة. وقال أحد المتسوقين: "المول الصيني مبادرة مميزة جمعت كل البضائع في مكان واحد وبأسعار مناسبة، ونأمل أن تتوسع الاستثمارات لتشمل مجالات أخرى داخل مدينتنا".
يرى مراقبون أن افتتاح المول يعكس ثقة المستثمرين الأجانب بالاستقرار النسبي الذي تشهده الأنبار، كما يشير إلى بداية مرحلة جديدة من الشراكات الاقتصادية، قد تسهم في إعادة الرمادي إلى الواجهة التجارية عبر ربطها بشكل مباشر مع أسواق كبرى مثل الصين.
