الديرة - الرمادي
في الخامس من حزيران الماضي من العام الجاري، هبطت أول الطائرات رسمياً في مطار الموصل الجديد، ولم يكن هذا مجرد افتتاح مطار عادي، بل كان تتويجاً لرحلة طويلة من العمل السياسي والدبلوماسي والتنفيذي امتدت لأكثر من خمس سنوات، قادها زعيم حزب تقدم الرئيس محمد الحلبوسي بإصرار وتصميم استثنائيين.
تلفزيون "الديرة"، سيكشف عبر سلسلة تقارير وشهادات حية عن الخط الزمني الكامل لتبني الرئيس الحلبوسي ملف مطار الموصل، وكيف نجح في تحويل فكرة كانت مستحيلة إلى مشروع حي على أرض الواقع.
نقطة الانطلاق
في 12 تشرين الأول عام 2020، وفي مكتبه ببغداد حين كان رئيسا للبرلمان، عقد الرئيس الحلبوسي اجتماعاً مهماً مع وفد كبير من نينوى ضم المحافظ ونواب المحافظة ومسؤولين تنفيذيين، فيما كانت على طاولة هذا الاجتماع عدة ملفات بينها مطار الموصل.
وقد يبدو هذا الذكر العابر لمطار الموصل عادياً، لكنه في الحقيقة يمثل أول إشارة مؤسسية موثقة، لاهتمام الرئيس الحلبوسي بهذا الملف بعد تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي، وبمثابة إعلان غير مباشر أن مطار الموصل دخل رسمياً ضمن أولوياته ومشاريعه وأهدافه.
عام التحول
في تموز عام 2021 حدثت تطورات جذرية في ملف مطار الموصل على يد الرئيس الحلبوسي، إذ قام بزيارة مهمة إلى المحافظة، عقد خلالها اجتماعات مكثفة مع القيادات الأمنية ومديري الدوائر الحكومية.
وقد مكنته هذه الزيارة الميدانية من الاطلاع عن كثب على واقع المدينة واحتياجاتها الفعلية، بما في ذلك الحاجة الماسة لمطار يربطها بالعالم.
وبعد ثلاثة أيام فقط من عودته من الموصل، وتحديداً في 28 تموز 2021 ، قام الرئيس الحلبوسي بخطوة جريئة ومفاجئة، حيث نشر على حسابه الرسمي في تويتر وثيقة رسمية من وزارة التخطيط، مُعلناً للعراقيين والعالم أن:"مطار الموصل أصبح واقعاً وحقيقة".
ولم يكن الإعلان وقتها مجرد تصريح سياسي، بل كان مدعوما بوثائق مالية محددة تضمنت: إدراج المشروع ضمن خطة عام 2021، فضلا عن الحصول على تمويل فرنسي لإنشائه، مع الكلفة الإجمالية التي قاربت الـ 135.978 مليار دينار، وتخصيص سنوي قدره 72 مليار دينار (حوالي 50 مليون دولار)".
الاجتماع الحاسم
في 25 أيلول عام 2021، عقد الرئيس الحلبوسي واحداً من أهم اجتماعاته حول ملف مطار الموصل، مع: محافظ نينوى السابق نجم الجبوري، ومدير المكتب التنفيذي للجنة العليا لإعمار الموصل، المحافظ الحالي لنينوى عبد القادر الدخيّل.
ويمكن القول، إن هذا اللقاء كان تفصيلياً بامتياز، لأنه وضع الحلول لتنفيذ مطار الموصل ومعالجة المشكلات والمعوقات الطارئة، وورشة عمل حقيقية لحل المعوقات الفنية والمالية والإدارية.
يتبع..