آخر الأخبار


اللحظة الفاصلة في تنفيذ مطار الموصل الدولي: الرئيس الحلبوسي في باريس!

  • A+
  • A-

 الديرة - خاص

بعد أن نجح الرئيس محمد الحلبوسي في تحويل فكرة مطار الموصل إلى مشروع ممول رسمياً في تموز 2021، وجد نفسه أمام تحدٍ أعظم بكثير من مجرد التمويل وهو تحويل هذا الحلم إلى واقع ملموس على الأرض وضمان أن المدينة تعود تدريجياً إلى الخارطة العالمية. 

الرئيس الحلبوسي الذي طالما عرف عنه التصميم والإصرار لم يكتفِ بالخطوات الروتينية، بل أخذ على عاتقه مهمة نقل المشروع من المستوى المحلي إلى منصة دولية، ليصبح مطار الموصل ليس مجرد مشروع بنية تحتية، بل رمزاً لعودة نينوى إلى الحياة الاقتصادية والدبلوماسية.


وفي ذات السياق أدرك الرئيس الحلبوسي منذ البداية أن مجرد تخصيص الأموال وإدراج المشروع ضمن الخطط الحكومية لن يكون كافياً، وأن التحدي الحقيقي يكمن في إقناع شركاء دوليين ذوي خبرة وسمعة عالمية بأن الاستثمار في مطار الموصل جدير بالثقة، لذلك لم يكن دوره مقتصراً على العمل السياسي أو الإداري فحسب، بل تعداه إلى دور الدبلوماسي الاقتصادي الذي يعرف متى يتحدث ومتى يختار التوقيت المناسب، وكيف يجعل من مشروع محلي قصة نجاح دولية.


في أوائل تشرين الأول من العام نفسه، توجه الحلبوسي إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث كان العراق يبحث عن شركاء دوليين جديين لإعادة الإعمار بعد سنوات الحرب على داعش. فرنسا، الدولة التي قدمت القرض المخصص لمطار الموصل، كانت من أبرز هؤلاء الشركاء المحتملين.

رحلة باريس


في الثالث من تشرين الأول عام 2021، جلس الرئيس الحلبوسي على طاولة مفاوضات اقتصادية مع مسؤولين فرنسيين ورجال أعمال دوليين، ولم تكن زيارة بروتوكولية، بل كانت جلسة عمل استراتيجية عرض خلالها الحلبوسي مشروعين كبيرين على المستوى الوطني: مطار الموصل ومترو بغداد.


ويؤكد خبراء أن باريس لم يتم اختيارها مصادفة، بل كانت نتيجة دراسة دقيقة، نابعة من التمويل الفرنسي المتاح، فضلا عن الخبرة الفرنسية في بناء وتطوير المطارات، والعلاقات الاستراتيجية المتصاعدة بين بغداد وباريس.

ويتابع الخبراء أنه رغم أن تفاصيل الاجتماع لم تُكشف للعامة، إلا أن النتائج كانت واضحة، من خلال نجاح الرئيس الحلبوسي في تسويق مطار الموصل دولياً، وربطه بخطط التنمية الاقتصادية الشاملة للمنطقة، وضمان مشاركة شركات عالمية متخصصة في التنفيذ، كما ساهم في إزالة العقبات الإدارية والبيروقراطية أمام الشركات المنفذة، ووضع جدولاً زمنياً واقعيًا لإنجاز المشروع.


ويشير الخبراء إلى أن خطوة باريس لم تكن مجرد تفاوض اقتصادي، بل رسالة استراتيجية متعددة الأبعاد: للمجتمع الدولي أن العراق جاد في إعادة الإعمار ويملك مشاريع قابلة للتنفيذ؛ للشركات الدولية أن هناك فرص استثمارية حقيقية مدعومة بأعلى المستويات السياسية؛ وللشعب العراقي أن حلم مطار الموصل لم يعد محلياً، بل مشروعاً دولياً بشركاء حقيقيين؛ ولأهالي الموصل أن مدينتهم عائدة تدريجياً إلى الخارطة العالمية، لتكون مركزاً للتبادل التجاري والثقافي.

اللحظة الفاصلة 


وبعد عودته من باريس، بدأت نتائج هذه الجهود تظهر على أرض الواقع بسرعة، من خلال تسريع إجراءات التعاقد مع الشركات المنفذة، وتحديد المعايير الفنية والجودة المطلوبة، وتأكيد الالتزام الفرنسي بالتمويل، ووضع آليات واضحة لصرف القرض وضمان الشفافية في إدارته، كما عززت هذه الخطوة مكانة العراق كشريك اقتصادي موثوق، ورفعت من الدور الدبلوماسي والاقتصادي للرئيس الحلبوسي على الساحة الدولية.


ويرى خبراء اقتصاديون"، أن تجربة باريس أكدت أن نقل المشاريع المحلية إلى المستوى الدولي يضمن تنفيذها، وأن قوة السياسي لا تقاس فقط بقدرته على اتخاذ القرار داخلياً، بل بمهاراته في الدبلوماسية الاقتصادية والقدرة على اختيار التوقيت المناسب، وربط مطار الموصل بمشاريع أخرى مثل مترو بغداد أضاف بعداً استراتيجياً زاد من جاذبية المشروع وأهميته.

في التحقيق القادم، سنروي كيف تحولت اتفاقيات باريس إلى واقع ملموس على أرض الموصل، وكيف واجه الرئيس الحلبوسي التحديات التنفيذية والمعوقات البيروقراطية في عامي 2022 و2023، ليصبح مطار الموصل حلماً تحقق على الأرض، وربط المدينة بالعالم.