آخر الأخبار


المهندسة العراقية عائشة جميل… قصة إبداع من قلب الأنبار

  • A+
  • A-

 الديرة - الرمادي


في زمن تتعاظم فيه التحديات وتتعقد فيه احتياجات البناء والإعمار، تبرز أسماء تصنع الفرق بإرادة لا تعرف المستحيل. من محافظة الأنبار، خرجت المهندسة عائشة جميل لتكتب سطراً جديداً في سجل الإبداع الهندسي العراقي، حاملة معها روح المبادرة والإصرار، حتى أصبحت نموذجاً يُحتذى به للمرأة العراقية الطموحة.


بداية الحلم


نشأت عائشة في بيئة تؤمن بقيمة العلم والعمل، فاختارت الهندسة طريقاً لتحقيق طموحاتها. تميزت منذ سنوات دراستها بشغفها بالتفاصيل ودقتها في تحويل الأفكار إلى واقع ملموس، لتبدأ رحلتها في عالم التصميم الهندسي بمزيج من الإبداع والالتزام.


إنجازات تتجاوز الحدود


لم يكن التكريم الذي نالته مؤخراً صدفة؛ إذ أعدّت عائشة أكثر من 140 تصميماً متكاملاً، وامتدت مشاريعها إلى مختلف المحافظات العراقية. هذا الجهد الاستثنائي جعلها المهندسة الوحيدة من محافظة الأنبار التي تُكرَّم بجائزة الإبداع ضمن مبادرة “ملهمون”.


لحظة التتويج


في احتفالية رسمية، تسلّمت عائشة جائزة الإبداع من رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، بحضور شخصيات بارزة في القطاع الحكومي والهندسي. جاء هذا التكريم تقديراً لدورها الريادي وإسهاماتها التي تبرهن أن المرأة العراقية قادرة على قيادة مشاريع كبرى تضاهي المعايير العالمية.


دعمٌ وشركاء نجاح


لم تنسَ عائشة من وقفوا إلى جانبها، فعبّرت عن امتنانها لوزير الاعمار والاسكان بنكن ريكاني الذي وصفته بنموذج الإخلاص، كما شكرت مديرها المهندس أحمد حميد العبدلي لدعمه الدائم، ولجنة تقصي الإبداع في محافظة الأنبار، والدكتور أمجد صاحب فكرة مبادرة “يوم الوظيفة الوطني”. وترى أن عائلتها وزملاءها هم شركاء أصيلون في كل نجاح تحققه.


بالنسبة لعائشة، لم يكن هذا التكريم محطة ختام، بل بداية لمسيرة أطول وأغنى، تؤكد فيها أن “التميز ليس خياراً، بل رسالة”. وهي اليوم تمثل رمزاً للمرأة العراقية الانبارية التي تكسر القيود، وتثبت أن الإبداع لا يعرف حدوداً جغرافية أو اجتماعية.


قصة عائشة جميل ليست مجرد إنجاز فردي، بل شهادة حيّة على قدرة أبناء العراق وبناته على الإسهام في إعادة بناء الوطن، وإلهام الأجيال القادمة للسير بثقة على طريق التميز.