آخر الأخبار


إمبراطورية بارزاني الخفية: من قصور كردستان إلى عقارات واشنطن

  • A+
  • A-

 الديرة -  متابعة

في الجزء الثاني من التحقيق، يواصل الصحفي المغترب رياض المحمد بالتعاون مع منظمة "مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد" كشف النقاب عن الشبكة المعقدة للشركات الوهمية التي أنشأها إخوة بارزاني لإخفاء ملكيتهم لعقارات فاخرة في الولايات المتحدة تصل قيمتها إلى أكثر من مئة مليون دولار.


كشف التحقيق أن عائلة بارزاني استحوذت على 31 عقاراً في الولايات المتحدة، بيع 13 منها بينما لا تزال 18 عقاراً أخرى مملوكة للشركات التي قامت بالشراء، وتتركز هذه العقارات في مناطق راقية بواشنطن العاصمة وضاحية ماكلين في فرجينيا، حيث يقع مقر وكالة المخابرات الأمريكية.


ومن بين أبرز هذه الممتلكات قصر "كاسا ديفينا" الفاخر الذي اشتراه مصطفى بارزاني مقابل 5.6 مليون دولار عام 2013، وأنفق عليه أكثر من نصف مليون دولار للتجهيزات والأعمال الفنية، بما فيها 98 ألف دولار لشراء بيانو فاخر.


كشفت الوثائق المسربة عن خطة محكمة دبرها محامي العائلة جوناثون مور لإنشاء شبكة معقدة من الشركات في جزر فيرجن البريطانية وأمريكا، تحمل أسماء شخصيات من أفلام "قراصنة الكاريبي" بهدف إبقاء أسماء الإخوة بعيدة عن السجلات العامة.


يُظهر التحقيق كيف جمع إخوة بارزاني بين المناصب السياسية الرفيعة والاستثمارات العقارية الضخمة، حيث يشغل مسرور بارزاني منصب رئيس وزراء إقليم كردستان العراق ورئيس المخابرات السابق، بينما يشغل منصور بارزاني منصب قائد القوات الخاصة الكردية، ويشغل ويسي بارزاني منصب مستشار مجلس أمن الإقليم، فيما شغل مصطفى بارزاني منصب مسؤول إداري إقليمي.


وثق التحقيق العلاقات الوثيقة التي أقامها مسرور بارزاني مع الإدارة الأمريكية، حيث زار واشنطن والتقى بمسؤولين كبار، وأعلن عن صفقات غاز مع شركات أمريكية بلغت قيمتها عشرات المليارات من الدولارات.


كشفت الوثائق أن جميع الإخوة الخمسة يحملون إما الجنسية الأمريكية أو البطاقة الخضراء أو تأشيرات دخول متعددة، مما يمكنهم من الإقامة والعمل في الولايات المتحدة. وقد حصل مسرور بارزاني على البطاقة الخضراء في ديسمبر 2003، قبل عام واحد فقط من توليه رئاسة مخابرات الحزب الديمقراطي الكردستاني.


وصف المراسلون العقارات التي يملكها الإخوة بأنها محمية خلف بوابات حديدية وبحراسة مشددة، مع وجود حراس في سيارات دفع رباعي ذات نوافذ معتمة.


كشفت المراسلات المسربة عن قلق محامي العائلة من تصنيف الإخوة "كأشخاص معرضين سياسياً" مما قد يخضعهم لإجراءات فحص مالي مشددة. وكتب مور في إحدى الرسائل، "نحن نريد أن نكون صادقين، لكننا لا نريد أن ندفعهم إلى مسار تحقيق كامل".


يستمر التحقيق في كشف المزيد من التفاصيل حول هذه الشبكة المعقدة التي تثير تساؤلات حادة حول الجمع بين المناصب السياسية والثروات الشخصية، وتُظهر كيف استخدمت العائلة الحاكمة في كردستان العراق نفوذها وعلاقاتها لبناء إمبراطورية عقارية في الولايات المتحدة.