الديرة - متابعة
تناولت وكالة أسوشيتد برس في تقرير موسّع المشهد الانتخابي في العراق، مشيرةً إلى أن البلاد تتجه نحو استحقاق برلماني حاسم يأتي في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في الشرق الأوسط منذ سنوات.
وذكر التقرير أن الانتخابات البرلمانية المقررة خلال الأسابيع المقبلة ستحدد مستقبل التوازنات السياسية في العراق، في ظل تزايد الضغوط الأمريكية بشأن الجماعات المسلحة الموالية لإيران، واستمرار القلق من تجدد التوتر بين تل أبيب وطهران رغم وقف إطلاق النار الأخير في غزة.
وتطرّق التقرير إلى أن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي وصل إلى السلطة عام 2022 بدعم من تحالفات مقربة من إيران، يحاول الحفاظ على توازن دقيق بين طهران وواشنطن، بينما تتجه الأنظار إلى ما إذا كان بإمكان سلفه نوري المالكي العودة إلى رئاسة الحكومة، في خطوة نادرة بتاريخ رؤساء الوزراء العراقيين.
وأوضح التقرير أن نحو 7768 مرشحاً يتنافسون على 329 مقعدًا في البرلمان، بينهم أكثر من ألفي امرأة، موزعين على كتل سياسية رئيسية أبرزها تحالفات المالكي وعمار الحكيم، إضافة إلى المكون السني بقيادة الرئيس محمد الحلبوسي ومحمود المشهداني، فضلاً عن الحزبين الكرديين التقليديين: الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
وتوسّع التقرير في الحديث عن المقاطعة البارزة للانتخابات من قبل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر، الذي فاز بأغلبية المقاعد في انتخابات 2021 قبل أن ينسحب لاحقاً بعد فشل مفاوضات تشكيل الحكومة، فيما أعلنت قوى أخرى مثل ائتلاف النصر بزعامة حيدر العبادي موقفا مماثلاً احتجاجا على ما وصفته بفساد العملية الانتخابية.
وأشار التقرير إلى أن "جماعات إصلاحية ناشئة عن احتجاجات تشرين 2019 تشارك جزئيًا في الانتخابات، رغم ضعف التمويل والانقسامات التنظيمية التي تحدّ من تأثيرها".
كما نقلت أسوشيتد برس عن محللين سياسيين ومصادر في الحملات الانتخابية أن "ظاهرة شراء الأصوات والفساد المالي تطغى على المشهد الانتخابي، حيث أكد أحد العاملين في الحملات أن بيع بطاقات الناخبين وصل إلى نحو 300 ألف دينار عراقي، فيما وصف المحلل باسم القزويني هذه الانتخابات بأنها "الأكثر استغلالًا منذ عام 2003 من حيث المال السياسي وموارد الدولة".
وأكدت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للوكالة أنها "اتخذت إجراءات مشددة للحد من شراء الأصوات وضبط الإنفاق الانتخابي، مشددة على أن أي مرشح يثبت تورطه في مخالفات سيتم استبعاده فورا".
وتناول التقرير أيضاً تصاعد العنف السياسي خلال فترة الحملات، حيث شهدت بغداد مقتل المرشح صفاء المشهداني بانفجار سيارة مفخخة في قضاء الطارمية، في حادث وصفته زميلته النائبة عائشة المسعري بأنه "جريمة جبانة تذكّر بأيام الاغتيالات المظلمة" التي أعقبت الغزو الأمريكي للعراق عام 2003.
وختمت أسوشيتد برس تقريرها بالتأكيد على أن الانتخابات المقبلة تمثل اختباراً حاسماً لقدرة العراق على ترسيخ الاستقرار السياسي والحفاظ على حياده في منطقة تموج بالتوترات الإقليمية والتحولات الجيوسياسية المتسارعة.