آخر الأخبار


الصدر يغير قواعد اللعبة.. تقرير عربي: المقاطعة ليست انسحابا بل انتظار اللحظة "الحاسمة"!

  • A+
  • A-

 الديرة - متابعة

كشف تقرير عربي، عن استراتيجية جديدة يتبعها زعيم التيار الوطني الشيعي، مقتدى الصدر، إزاء الانتخابات العراقية المقبلة، مشيراً إلى أن قرار المقاطعة يأتي في إطار هذه الستراتيجية السياسية الطويلة الأمد، والتي يهدف من خلالها إلى التحضير للمرحلة المقبلة، لملء الفراغ السياسي المتوقع وسط تراكم الأزمات.


وأشار التقرير الذي عده الباحث في الشؤون العراقية الفاضل أحمد في موقع الجزيرة واطلع عليه تلفزيون "الديرة"، إلى أن بيان الصدر الأخير لم يكن مجرد إعلان عن عدم المشاركة، بل تضمن اتهامات مباشرة لمنافسيه في تحالف التنسيق الشيعي بالوقوف خلف هجمات صاروخية استهدفت حلفاءه، كاشفاً في الوقت ذاته عن مفاوضات سرية دارت بين الطرفين للعودة إلى المنافسة الانتخابية، بيد أنها انتهت دون اتفاق.


مناورة سياسية محسوبة


ويكشف التحليل أن خطوة المقاطعة تمثل مناورة محسوبة في مسار استراتيجي أوسع، يهدف إلى تأجيل المشاركة المباشرة في انتظار تدهور الأوضاع تحت حكم الخصوم، والعمل في الخلفية على بناء كتلة الصدريين لتكون "القوة الأكثر تنظيماً وجاهزية" للتدخل في اللحظة المناسبة.


وبحسب ما نقل التقرير عن مصدر مطلع، فإن الصدر وافق مبدئياً على ضغوط داخلية للمشاركة في الاستحقاق الانتخابي، وتمت ملامحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بخصوص تمديد مهلة التسجيل، إلا أن رفض تحالف المنافسين دفع الصدر للخروج بمذكرة خطية أعلن فيها إغلاق باب المفاوضات بشكل قاطع.


من الأغلبية الوطنية إلى المقاطعة


ويستعرض التقرير جذور الأزمة التي تعود إلى انسحاب الصدر السابق من العملية السياسية عام 2022، بعد أن أحبطت المكونات السياسية مشروعه لتشكيل حكومة "أغلبية وطنية" تتجاوز نظام المحاصصة، والذي كان قد أعد له بتشكيل تحالف "إنقاذ وطن" واسع مع قوى سنية وكردية، قبل أن تقضي قرارات المحكمة الاتحادية على هذا الحلم.


بناء الوجود واستشراف المستقبل


ولم يكن الصدر خلال فترة المقاطعة بمعزل عن الحراك، حيث عمل على تعزيز نفوذه الشعبي من خلال توطيد حضوره في المناطق ذات الثقل الجماهيري، وإعادة ترميم تنظيمه تحت مسمى "التيار الوطني الشيعي"، فضلاً عن تقديم نفسه كقوة يمكن التعويل عليها إقليمياً ودولياً.


ويختتم التقرير بالقول إن المشهد العراقي، المشحون بتحديات اقتصادية وأمنية هائلة، يظل بيئة خصبة لتحولات سياسية كبرى، قد تضع الصدر وتياره في موقع المنتظر لملء أي فراغ قد ينشأ، مجسداً بذلك مقولة "السياسة صبر وانتظار".