الديرة - خاص
في ظل التوجّه الحكومي نحو تنويع مصادر الطاقة وتعزيز البُنى التحتية للاستثمار، تقف محافظة الأنبار على أعتاب تحوّل اقتصادي كبير، مدعومٍ بثروات طبيعية ضخمة في مقدّمتها الغاز الطبيعي والمعادن الصناعية.
وذكر مصدر حكومي من محافظة الأنبار في حديث خص به تلفزيون "الديرة"، أن "نتائج الاستكشافات التي أجرتها شركة الاستكشافات النفطية أظهرت أن المحافظة تعوم على بحر من الغاز، بدءاً من حقل عكاز الغازي الذي يُعد الشريان الرئيس لتشغيل كلٍّ من محطة كهرباء عكاز الغازية ومحطة الأنبار المركبة، بطاقة إنتاجية إجمالية تقترب من 2000 ميغاواط، ما يجعل من الحقل عنصراً محورياً في حل أزمة الطاقة في المحافظة".
وأضاف المصدر، أن "حقل عكاز الذي تمت إحالته إلى شركة أوكرانية ضمن جولات التراخيص، يتمتع بطاقة إنتاجية تصل إلى 400 مليون قدم مكعب قياسي (مقمق) من الغاز يومياً، ويُغذي حالياً محطة عكاز الغازية بقدرة 200 ميغاواط. ومن المؤمل أن يتم ربطه بمحطة الأنبار المركبة الواقعة في قضاء هيت، عبر أنبوب بطول 250 كيلومتراً، لتغذيتها بطاقة إضافية تصل إلى 1642 ميغاواط".
وأشار المصدر إلى أن "أربع آبار في الحقل تم حفرها في عهد النظام السابق، وقد جرى تطويرها لاحقاً من قبل كوادر وزارة النفط بالتعاون مع وزارة الكهرباء، مما ساهم في تسريع وتيرة الإنتاج والاستفادة من البنية التحتية القائمة".
وفي وقت سابق، من اليوم الإثنين قال الخبير في الشأن الاقتصادي طه الجنابي، إن توقيع عقد تطوير حقل عكاز يمثل خطوة استراتيجية على المستويات الاقتصادية والطاقوية والأمنية.
وقال الجنابي في تصريح لصحيفة "المدى"، تابعته "الديرة"، إن "استثمار الحقل سيقلل من الاعتماد على الغاز الإيراني ويوفر ملايين الدولارات سنوياً للعراق"
وأضاف أن "توليد الكهرباء من موارد محلية في الأنبار للمرة الأولى سيعزز استقرار الشبكة الوطنية، ويقلل من خسائر نقل الطاقة من المحافظات الجنوبية"، مشيراً إلى أن "نجاح المشروع سيشجع شركات الطاقة العالمية على دخول المنطقة الغربية التي تضم عشرات التراكيب الهيدروكاربونية الواعدة".
واختتم الجنابي بالتأكيد على "ضرورة تأمين الحقل وحماية المشروع لضمان استمراريته وتحقيق أهدافه ضمن الجداول الزمنية المقررة".