آخر الأخبار


انتخابات اتحاد الكرة.. درجال ويونس محمود يتنافسان على كرسي الرئاسة

  • A+
  • A-

 الديرة -  الرمادي 

يترقب الوسط الرياضي العراقي انتخابات الاتحاد العراقي لكرة القدم المقررة في 16 أيلول المقبل، وسط تنافس محتدم يوصف بأنه الأشد منذ سنوات. وتأتي هذه الانتخابات في ظل ضغوط جماهيرية واسعة لإحداث تغيير حقيقي في قيادة اللعبة الأكثر شعبية في البلاد.

درجال والدعم الحكومي

يواصل رئيس الاتحاد الحالي عدنان درجال استعداداته لدخول الانتخابات بدعم مباشر من رئيس الوزراء محمد شياع السوداني. 


ويؤكد درجال أن "الاتحاد أنجز الكثير خلال الدورة الماضية، بدءاً من تطوير الدوري الممتاز، وصولاً إلى دعم المنتخبات الوطنية".

ويرى محللون أن الدعم السياسي الواضح الذي يحظى به درجال يمثل ورقة قوة، لكنه في الوقت ذاته يثير جدلاً حول مدى استقلالية القرار الرياضي عن التدخلات الحكومية.

يونس محمود المرشح

أعلن النجم الدولي السابق يونس محمود ترشحه رسمياً، مؤكداً أنه يدخل السباق "من أجل بناء اتحاد قادر على تحقيق طموحات الجماهير".

ويستند محمود، الذي شغل منصب النائب الثاني لرئيس الاتحاد، إلى رصيده كلاعب قاد العراق للفوز بكأس آسيا 2007، وشعبيته الجارفة بين أوساط الجماهير والأندية.

ويرى مراقبون أن يونس محمود يمثل "الخيار الجماهيري"، ويعوّل على أصوات من يطالبون بضخ دماء جديدة في قيادة الكرة العراقية، إلا أن نجاحه يتوقف على قدرته في كسب دعم الكتل المؤثرة داخل الجمعية العمومية.

إياد بنيان الإداري

عاد اسم الدكتور إياد بنيان بقوة إلى المشهد، باعتباره شخصية ذات خبرة طويلة في الإدارة الرياضية. فقد تولى سابقاً رئاسة نادي الشرطة، كما قاد الهيئة التطبيعية للاتحاد العراقي لكرة القدم عام 2020، حيث أشرف على تنظيم شؤون الاتحاد بعد قرار الفيفا بحل المكتب التنفيذي السابق.


ويقول مراقبون إن بنيان يمتلك رصيداً إدارياً وخبرة تنظيمية تؤهله لقيادة الاتحاد، مشيرين إلى أنه يتمتع بعلاقات متوازنة مع الأندية والجهات الرسمية والاتحادات الدولية، وهو ما يجعله منافساً جدياً وقادراً على تغيير قواعد اللعبة.


آراء المحللين الرياضيين

يرى الصحفي الرياضي جمعة الثامر أن انسحاب بعض المرشحين مثل سرمد عبد الله قد يكون نتيجة "تفاهمات وضغوط سياسية"، مؤكداً أن "المشهد الانتخابي يُدار في الكواليس بقدر ما يُدار في العلن".


أما المحلل ضياء حسين، فشبّه دور إياد بنيان بـ"العداء الذي يتصدر السباق لتحفيز الآخرين، لكنه قد لا يكمل المسافة"، في إشارة إلى احتمال أن يكون وجوده لترتيب الأجواء أكثر من المنافسة الفعلية.


وأضاف حسين أن "وجود يونس محمود يعكس رغبة جماهيرية بالتغيير، بينما عودة إياد بنيان تعبّر عن توجه إداري لإعادة التوازن بين القوى الرياضية والسياسية".


موقف الشارع الرياضي

يرى كثير من مشجعي كرة القدم أن الوقت قد حان للتغيير بعد سنوات من الإخفاقات والتجاذبات داخل الاتحاد. ويؤكد مشجعون عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن "يونس محمود يمثل صوت الجماهير"، فيما يراهن آخرون على خبرة إياد بنيان لإعادة الاستقرار.

وفي المقابل، يتمسك أنصار عدنان درجال باستمراره، مشددين على أن إنجازاته في السنوات الأخيرة لا يمكن تجاهلها، وأنه الأقدر على مواصلة المشاريع التي بدأها.


السيناريوهات المحتملة

وفق مراقبين، هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية:


استمرار درجال : في حال استثمر الدعم الحكومي بشكل كامل، مع ضمان أصوات الجمعية العمومية.


صعود بنيان: إذا تمكن من استقطاب الكتل المترددة والاستفادة من خبرته الإدارية وعلاقاته الواسعة.


مفاجأة محمود: في حال تحولت جماهيريته الكبيرة إلى أصوات مؤثرة داخل قاعة التصويت، مع دعم بعض الأندية الكبرى.


خلاصة المشهد الانتخابي

تبدو انتخابات اتحاد الكرة العراقي المقبلة مفصلية وحاسمة، إذ تقف بين خيار استمرار النهج الحالي بقيادة عدنان درجال، أو فتح صفحة جديدة بقيادة إداري متمرس كإياد بنيان، أو لاعب أسطوري يتمتع بجماهيرية واسعة مثل يونس محمود.

ويرى محللون أن النتيجة النهائية ستتوقف على اللحظات الأخيرة من التفاهمات والتحالفات، وسط آمال بأن تكون الانتخابات خطوة نحو استقرار الكرة العراقية، لا جولة جديدة من التجاذبات.