الديرة - الرمادي
قبل ساعات من الاجتماع الحاسم للإطار التنسيقي بشأن تسمية رئيس الوزراء الجديد، سجلت بغداد نشاطاً دبلوماسياً أميركياً غير مسبوق خلال أقل من 24 ساعة، ما فتح الباب واسعاً أمام تساؤلات تتعلق بالتوقيت ودلالاته، وتأثيره المحتمل على مسار تشكيل الحكومة.
باراك أولاً
البداية كانت بوصول مبعوث الرئيس الأميركي الخاص إلى سوريا ولبنان، توم باراك، إلى بغداد، حيث التقى رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.
اللقاء ركز على دعم استقرار سوريا، ومنع التصعيد الإقليمي، وتعزيز المسار الدبلوماسي لحل النزاعات، مع تأكيد باراك على “الدور البنّاء” الذي يمكن للعراق أن يؤديه في المنطقة.
ورغم الطابع الإقليمي للزيارة، إلا أن توقيتها السياسي أثار اهتمام المراقبين، خصوصاً أنها تأتي في ذروة النقاشات حول شكل الحكومة العراقية المقبلة.
ريغاس في بغداد
وبعد وصول باراك بساعات، هبط نائب وزير الخارجية الأميركي مايكل ريغاس في بغداد، في زيارة أعلنت عنها السفارة الأميركية، مؤكدة أنها تهدف إلى دعم “السيادة والازدهار” وتعزيز العلاقات مع القادة العراقيين.
لكن أوساطاً سياسية في بغداد قرأت الزيارتين على أنهما جزء من تحرك أميركي منسق، يسبق وصول مبعوث الرئيس الأميركي إلى العراق مارك سافايا، الذي أثارت تصريحاته الأخيرة حول الجماعات المسلحة واستقلال المؤسسات موجة تفاعل واسعة.
ضغط متواصل
تقول مصادر سياسية إن توقيت الزيارتين ليس معزولاً عن الحراك الداخلي لاختيار رئيس الوزراء، مشيرة إلى أن واشنطن تبعث رسائل واضحة مفادها، ضرورة ضبط السلاح خارج إطار الدولة، وتعزيز استقلال المؤسسات، فضلا عن اختيار رئيس وزراء قادر على تنفيذ هذه الأولويات.
وتضيف المصادر أن الولايات المتحدة لا تعارض بقاء السوداني لولاية ثانية، لكنها لا تمانع أيضاً طرح اسم آخر “مقبول أميركياً”، ما يلقي بظلال إضافية على نقاشات الإطار التنسيقي، الذي يعيش حالة من الإرباك بسبب تباين المواقف الداخلية.
وتتزامن هذه الزيارات مع قرب اجتماع الإطار التنسيقي المزمع عقده مساء اليوم الاثنين، ومع وصول سافايا المرتقب، كل ذلك يعزز الانطباع بأن واشنطن تتحرك لإعادة صياغة دورها في اللحظة السياسية الأكثر حساسية منذ الانتخابات.