الديرة - الرمادي
تتميز مدينة هيت غرب محافظة الأنبار بالتنوع الثقافي والمعرفي، إذ تجسد هذه المدينة ظاهرة ثقافية مستمرة، لما تضمه من نخب مثقفة وشخصيات فنية بارزة.
ولا تخلو هذه المدينة من القراء ومحبي الكتب بمختلف أنواعها، إذ تنتشر فيها المنتديات الشعرية والملتقيات النخبوية التي تناقش القضايا الاجتماعية ومشكلات الشارع بطرق واعية تخاطب العقول والنخب.
وتترقب مدينة هيت عودة خزينها المعرفي إلى الحياة، ألا وهي مكتبة هيت العامة، إذ تجري الاستعدادات لإجراء الافتتاح الرسمي لها، في موقعها الجديد بعد تعرض القديم للدمار بشكل كبير جراء العمليات العسكرية في محافظة الأنبار.
وفي حوار أجرته "الديرة" مع أمين مكتبة هيت العامة، صلاح الهيتي، قال: ان "مكتبة هيت العامة تأسست عام 1960، وتعرضت للدمار بنسبة 80% في أحداث الأنبار الأخيرة، وقد تم بناء بناية المكتبة الجديدة في غير موقعها القديم ضمن خطة إعمار المحافظة لعام 2021م".
وأضاف الهيتي: "تضم المكتبة الآن 4657 مؤلفاً بكافة الأصناف، إضافة إلى أطروحات ورسائل طلبة الدراسات العليا، وكذلك العديد من المجلات، كما يوجد هناك خزين من المؤلفات، مفهرسة ومصنفة، ونحن بانتظار تأثيث المكتبة لعرض هذه المؤلفات على رفوفها".
وتابع الهيتي: "هناك حملات تبرع مستمرة بالكتب وكبيرة جداً من أهالي مدينة هيت، سواء أكان ذلك في الموقع القديم أو الجديد للمكتبة، إذ تمثل المكتبة داراً للعلم والثقافة والأدب بالنسبة لأهالي هيت، كما يتوق الكثير منهم للافتتاح الرسمي لها".
وعند سؤاله عن وجود مساحات للقراءة داخل المكتبة، وعن موعد الافتتاح، أجاب الهيتي: "نعم، هناك قاعتان للقراءة: واحدة للرجال وأخرى للنساء، والبناية الجديدة للمكتبة أنجزت بالكامل، لكن دون تأثيث، وقد قمنا باتخاذ كافة الإجراءات مع محافظة الأنبار لهذا الغرض، وليس هناك تاريخ محدد للافتتاح إلا بعد تأثيث المكتبة".
كما أوضح الهيتي أنه "تم الانتقال والمباشرة في الموقع الجديد للمكتبة في 2025/1/7، بأمر من قائممقام قضاء هيت، هاشم محمد سويد، في بداية توليه المنصب".
فيما دعا الهيتي من يود التبرع للمكتبة بمؤلفات أو نتاجات علمية، إذ قال: "هناك جناح خاص ضمن مخزن الكتب في المكتبة لمن يتبرع بكافة كتبه، مع المعرض الخاص بها، إذ يتم وضع لوحة في أعلى المعرض باسمه وصورة خاصة له لتشجيع المتبرعين".
كما تحدث الشاب أحمد الهيتي، أحد المهتمين بالقراءة والكتب، لـ "الديرة"، قائلاً: "الحقيقة خبر عودة المكتبة الى مدينيتي افرحني كثيراً، إذ تمثل المكتبة بالنسبة لأهالي المدينة قيمة رمزية عالية، فهي اضافةً لكونها منبراً نستقي منه العلم، فهي أيضاً تعبر عن مستوى ثقافة أبناء مدينتي نظراً لاحتوائها على العديد من الكتب والمؤلفات العلمية التي تسهم في خدمة الباحثين وطلبة العلم".